محمود عبدالراضى

حوادث الأسانسير..الموت بين السماء والأرض

الأربعاء، 12 فبراير 2020 12:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتعدد الأسباب والموت واحد، لكن من أصعب مشاهد نهاية العمر أن يموت الشخص سقوطاً من مصعد، حيث يموت مرات نفسياً في رحلة سقوط "الأسانسير" من أعلى وصولاً للأرض، فتمثل هذه الثوان المعدودات أصعب أوقات العمر.
 
للأسف، تعاني كثير من مصاعد المنشآت والعقارات خاصة التي يتردد عليها عدد كبير من المواطنين، من التهالك وانتهاء عمرها الإفتراضي، وربما لا يلتفت كثيرون للصيانة الدورية للمصعد، باعتبار أنه طالما "شغال" ولم يتوقف فالأمر طبيعياً ولا يستلزم الصيانة، في ظل ثقافة عدم الانتباه للخطر إلا بعد وقوع الكارثة.
 
 ويتسبب بعض أصحاب العقارات واتحاد الملاك في حصد الأرواح، بسبب تخاذلهم في إجراء الصيانة الدورية للمصاعد، التي تحمل أرواح المواطنين بصفة يومية، أملاً في الحفاظ على النفقات، حتى لو كان الثمن حياة الأبرياء.
 
الأخطر من ذلك، إصرار البعض على الدخول في المصعد رغم كونه يمثل عدداً زائداً عن المطلوب، ولا يبالي بنصائح الآخرين بالتمهل حتى يعود المصعد إليه مرة أخرى، وكأن هذه الدقائق المعدودات ستؤثر على حياته، فيزيد الضغط على المصعد، ويتسبب تكرار ذلك في الأعطال وصولاً للسقوط أحياناً.
 
البعض يعشق اللعب في "زارير الأسانسير" وهذا يمثل خطورة بالغة، فيما يتقمص آخرين دور "فنيين" ويضغطون أحياناً على "زر التوقف"، وتترك بعض السيدات أطالفهن يعبثوا بـ"زراير" المصاعد، فتمثل هذه السلوكيات الخاطئة خطورة على الجميع، حتى إن لم تقع الكارثة في الحال، ربما يأتي الضحية بعدهم لاستقلال المصعد فيجني ثمار أخطائهم بسقوط "الاسانسير".
 
الأعمار بيد الله، لكن يجب التعامل بحكمة مع هذا الجهاز الأصم، الذي ينتقل بنا بين السماء والأرض، حتى لا نتسبب بإهمالنا أو تلاعبنا فيه في موت الأبرياء.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة