هناك تعاون مع 6 دول عربية تتبنى فكر التوعية بمخاطر البلاستيك
4 آلاف شاب يشاركون فى حملات نظافة المياه مارس المقبل
يشغل ملف البيئة العالم، خاصة فى السنوات الأخيرة بعد التغيرات المناخية التى تتأثر بالتلوث المنتشر حولنا بدول العالم، وبالتزامن مع ذلك كان لابد من الاهتمام بالتوعية وتفسير ما يحدث للمجتمع وأسباب التغيرات المناخية وتأثير الحفاظ على البيئة فى ذلك بالإضافة إلى الاهتمام بنظافة البيئة بشكل عام.. فى الفترة الأخيرة ظهر دور «مؤسسة شباب بتحب مصر» أحد أهم المؤسسات المجتمعية غير الهادفة للربح فى مصر، بعدد من حملات النظافة التى تم تنفيذها بالشواطئ ومجرى نهر النيل والتى استهدفت انتشال مخلفات القمامة «البلاستك» من مياه الشواطئ ونهر النيل باسم حملة «cleanshores كلين شورز».
واستضافت «اليوم السابع» مؤسس «شباب بتحب مصر» وبعض أعضائها، فى ندوة بمقر الجريدة، لاستعراض دور المؤسسة وأهدافها التى تحققت على أرض الواقع والمستهدف فى الفترة المقبلة.
فى البداية رحب الكاتب الصحفى دندراوى الهوارى، الذى كان فى استقبال فريق المؤسسة، بأفكار الشباب وأى أفكار تدفع بالمجتمع وتفيده وتقضى على السلبية وتقف بشكل عملى فى تنمية المجتمع، ولا تقف عند التوعية أو الانتقاض فقط، خاصة أنها تعتمد على الشباب وتستهدف وعى الشباب بالقضية.وأوضح أحمد فتحى، رئيس مؤسسة شباب بتحب مصر، أن المؤسسة تعمل الآن على التنسيق مع المحليات بجميع المحافظات بجانب الوزارات المعنية مثل الرى والزراعة والتنمية المحلية والشباب والرياضة، لتنظيف الشواطئ وضفاف النيل، بالإضافة إلى تنشيط السياحة ورفع الوعى البيئى بالمحميات الطبيعية فى مصر، وبدأنا من 2012 وتم الانتشار فى عدة محافظات، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات تستهدف رفع الوعى البيئى، ورفع وتطوير عدد من الحدائق والأماكن التاريخية وزراعة الأشجار بقبر الجندى المجهول بالإسكندرية، والعمل فى عدد من الميادين العامة.
وكشف أنه تم زيارة عدد كبير من المحميات فى السنوات السابقة حيث تم البدء بمحميات جنوب سيناء، وتنظيم معارض للصور بهدف التوعية بأهمية الحفاظ على المحميات الطبيعية ونشر صور للمحميات وفيديوهات عن المحميات وتاريخها والكائنات الموجودة بها لتنتشر الفكرة وتتبناها معنا عدة جهات، وخلال تصوير إحدى المحميات رصدنا طائر العقاب النسارى يطعم صغاره مخلفات بلاستك نهاية عام 2016، ومن هنا بدأ الاهتمام بالتوعية بأضرار البلاستك ثم إطلاق مبادرة البحر الأحمر خال من البلاستيك، ونظفنا عددا من الجزر من البلاستك وأعلنا وقتها 3 جزر خالية من البلاستك، وتم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة للتصوير والرقابة بمحطات الفيوم، والدعاية لزيارتها مع العمل على تنظيفها،
وأشار فتحى إلى أنه من أهم نجاحات المؤسسة قرار محافظ البحر الأحمر بمنع استخدام البلاستك ثم فرض رسوم دخول فى المحميات الطبيعية بعد تطوير عدد كبير منها.
وأضاف مؤسس «شباب بتحب مصر» خلال الندوة، أن المؤسسة تركز الآن على تنظيف الضفاف بمشاركة الشباب مع التوعية بمخاطر البلاستك وتوضيح البدائل وأماكنه، مع المتابعة على القضايا البيئية والظواهر الطبيعية الموجودة وتأثير التلوث والاحتباس الحرارى فيها مثل حرائق الأمازون وحرائق أستراليا، ودخل البلاستيك فى ذلك، والتوعية بأهمية إصدار تشريع لمنع استخدام البلاستيك ومخاطره على البيئة بشكل عام.
وأكد فتحى أن الاهتمام بالنيل جاء من اهتمام العالم به خاصة دول حوض النيل، أيضا تأثير المخلفات والبلاستك على الكائنات البحرية الموجودة بالنيل أو الشواطئ، وتم استهداف مناطق منها أسفل الكبارى والمناطق التى تنمو بها الحشائش أو مناطق الجزر الصغيرة، بالإضافة إلى التوعية بأهمية المياه وضرورة ترشيدها، مؤكدا أن هناك أوقات تزداد فيها المخلفات وأوقات أخرى تقل فيها وأيضا نوعية المخلفات تختلف حسب الوقت، ففى الصيف تكثر مخلفات الكانزات، وفى الشتاء زجاجات فارغة، وأحذية، مشيرا إلى أن الدور المجتمعى له تأثير كبير على كل أنشطة المؤسسة، قائلا: نحاول تنوع مشاركات الشباب وتنوع وجودهم فى الحملات التطوعية، بما ينعكس على نشر الوعى وسط أكبر عدد، مع توسيع التنسيق مع الوزارات، والكنيسة والمؤسسات المجتمعية، على رأسها فرق الكشافة.
وقال أحمد فتحى، إن كل أنشطة الحملة ظهرت بشكل تدريجى، ومتنوع، لافتا إلى أن حملة تنظيف الشواطئ بدأت قبل سنة تقريبا، ويتم التنسيق مع الوزارات منها الأوقاف لنشر التوعية من خلال المساجد بالحفاظ على البيئة، قائلا: عند تنفيذ حملات تنظيف الشواطئ كنا نحرص على عدم غلق الشواطئ أمام السائحين، حتى يروا السلوك الجيد ويمتنعوا عن إلقاء المخلفات فى المياه، بالإضافة إلى نشر الوعى، وتحسين وتجميل الصورة الذهنية نحو المصريين وهو ما تم بالفعل، وأيضا وصلنا لمدارس لنشر الوعى بين التلاميذ، من خلال الرسم وطباعة كتب بنشر السلوك الجيد وتوزيعها على التلاميذ وتم ذلك بمدارس بالبحر الأحمر.
وأعلن فتحى أن هناك تجهيزات لاستقبال اليوم العالمى للمياه مارس المقبل، تتمثل فى تنظيم حملات فى وقت واحد فى جميع المحافظات لتنظيف النيل والشواطئ بمشاركة عدد كبير من الشباب، مشيرا إلى أن هناك مجموعات بعدد من المحافظات تعمل بشكل دورى، حيث يتم تنظيم حملات نظافة للضفاف، بشكل شهرى.
وقال محمد بكرى رئيس اللجنة التنسيقية بالمؤسسة، إن هناك جنسيات مختلفة تشارك فى الحملات لتنظيف الشواطئ ومجرى النيل، مؤكدا أن نحو 4 آلاف شاب يشاركون فى الحملات بشكل تطوعى، ولديهم الوعى بأهداف الحملة، ونشر هذه الثقافة بين زملائهم وأغلبهم من طلبة الجامعات.
وعبرت روان خالد، المسؤولة عن تنظيم الحملات بمؤسسة شباب بتحب مصر، عن سعادتها، بمشاركتها فى المؤسسة قائلة كنت متطوعة والآن مسؤولة عن تنظيم الحملات، وحاليا نركز على طلبة الجامعة، ونعتمد على السوشيال ميديا فى نشر التوعية بالإضافة إلى الحملات الفعلية، لترك انطباع لدى المشاركين وبالتالى يتيح لهم نشر ذلك فى الوسط المحيط بهم.
وقالت منار محمد المسؤولة عن ملف التوعية بالمؤسسة، إنها تعمل على شرح وتبسيط الجانب العلمى لأضرار البلاستك على الصحة والبيئة، وكثرة البلاستك واستخدامه فى المجتمع يعمل على زيادة التغيرات المناخية، والتى تتسبب فى كوارث طبيعية، منها قتل الكائنات البحرية بسبب أكلها للمواد البلاستكية والتى تصيبها بتسمم، بالإضافة إلى أضرار البلاستك على صحة الإنسان، وهو المسؤول عن عدد كبير من الأمراض من بينها السرطان، لافتة إلى أنه يتم توزيع الأدوار على المشاركين فى الفرق التطوعية، ويتم تبسيط المعلومة العلمية، المرتبطة باستخدام البلاستك، وتوضيح البدائل المختلفة للبلاستك. وكذلك أنواع الأمراض التى يتسبب فيها البلاستك.
وأشار أحمد فتحى إلى أن هناك لجنة علمية لتبسيط المعلومات عن مخاطر البلاستك، واستغلال السوشيال ميديا فى نشر الوعى بذلك، بالإضافة إلى الاستعانة بالتقارير والإحصائيات العالمية، ففى عام 2050 حسب ما قالت الأمم المتحدة سنأكل بلاستك إذا استمر الحال على ذلك، لأن كل سمكة ستأكل بلاستك، قائلا: الأمم المتحدة شغالة على البلاستك منذ 4 سنوات، نظرا لمخاطره. وقال فتحى إن الحملات خلال تنظيفها النيل فى القناطر الخيرية، وجدوا 5 زجاجات داخل جوال بها أعمال سحر، وخلال انتشالها سقطت زجاجة ولم يتمكنوا من استخراجها، وتم الاستعانة بأحد مشايخ الأزهر للتعامل معها، وهى كانت من أغرب الأشياء التى عثرنا عليها، وأكثر الأشياء الموجودة بالمياه زجاجات وسكى فارغة وكانزات بالإضافة للأحذية.
وأضاف فريق مؤسسة شباب بتحب مصر، أن أغلب البواخر النيلية يكون لها علاقة فى الغالب، بالمخلفات الموجودة بمحيطها.
وعن التشريعات التى تحتاجها مصر للحفاظ على البيئة، قال فتحى تم عمل مسودة بعد الرجوع لقوانين 50 دولة تحظر استخدام البلاستك للحفاظ على البيئة، منها دول أفريقية وتم التواصل مع عدد من النواب بالبرلمان، لتبنى ثقافة القضاء على استخدام البلاستك بشكل تدريجى.
وأضاف فتحى أن هناك ما يقرب من 5 آلاف مصنع تعمل فى تصنيع البلاستك منها ما يقرب من 3500 مصنع تعمل بشكل رسمى والباقية تعمل بشكل مخالف، و500 ألف شخص يعملون فى صناعة البلاستك، وننتج 12 مليار كيس بلاستك بتكلفة 2.5 مليار تكلفة سنوية وهناك نحو 15 نائبا دشنوا «جروب» بعنوان نواب ضد البلاستك، مؤكدا أن تطبيق منع الاستخدام الأحادى للبلاستك مع منع استيراد المادة الخام التى تدخل فى صناعته، مع منح مدة زمنية من سنة لسنتين لتوفيق الأوضاع.
وأشار فتحى إلى أن وجود نواب برلمان تتبنى الفكرة وتطالب بتطبيقها، فهذا نجاح، بالإضافة إلى استمرار التنسيق مع المحافطات والوزارات، فهناك بروتوكول تعاون مع محافظة القليوبية، لتنظيف النيل، ورعاية من الشباب والرياضة لكل حملات تنظيف الشواطئ، وتنسيق كلى مع وزارة الرى، وهناك خطط لتوسيع النطاق وجار التنسيق مع الجيزة.
وأكد فتحى أن هناك جمعيات أهلية تهتم بالبيئة تشارك معنا، وأهم من نتعامل معهم، هم فرق الكشافة، معلنا أن المؤسسة ستنسق مع وزارة التنمية المحلية لزراعة 100 ألف شجرة على ضفاف الترع على مستوى الجمهورية، خلال 2020، مشيرا إلى أنه بجانب التوعية فى المجتمع نسعى للتوعية داخل المؤسسات من خلال إشراك موطفيها فى الحملات.
وأشار إلى أن هناك نوعا من قلة الوعى عند تقطيع الأشجار لتتم بطريقة عشوائية وتحدث مجزرة للأشجار، وعند البحث عن أصل المشكلة تجد أن هناك شركات وتجار أخشاب وراء الموضوع، مطالبا بزيادة الرقابة على تقطيع الأشجار وزيادة الوعى والتنسيق.
وقال فتحى إن هناك تنسيقا مع نواب المحافظين الجدد خاصة الشباب، وهم يتبنون الأفكار البناءة ويساعدوننا بشكل كبير، ويتم التنسيق مع الأوقاف والكنيسة، وعقد ندوات فى المساجد والجامعات والمدارس للتوعية بمخاطر البلاستك وإلقاء المخلفات فى المياه.
وأوضحت منار، أن من بين الأهداف التى يتم العمل عليها توصيل الأفكار لعقلية الشباب والسعى لتبنيهم تلك الأفكار، من خلال الندوات بالجامعات، والمشاركة فى الأنشطة الطلابية.
وأكد فتحى أن هناك تعاونا مع 6 دول عربية بالإضافة إلى مصر تتبنى فكر التوعية بمخاطر البلاستك، داعيا كل مواطن المشاركة فى الحفاظ على البيئة، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يتم تخصيص يوم كل أسبوع للتوعية بمعلومة عن سبب التغيرات المناخية التى يشهدها العالم، مع تبسيط تلك المعلومات للمواطن العادى بعيدا عن التعقيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة