وجبة ساخنة ومأوى، هذا كل ما يشغل بال المشردين والفقراء فى كافة أنحاء العالم، خاصة فى فصل الشتاء ذى الطقس شديد البرودة، وفى محاولة لتقديم العون والمساعدة، يقضى دينو إيمبالياتزو المعروف باسم "طاهى الفقراء" أوقاته بين التجول فى أسواق الفاكهة والخضراوات والوقوف فى المطبخ ثم الانتقال إلى أروقة ساحة "سان بيترو" فى العاصمة الإيطالية روما، لتقديم طبق ساخن إلى فقراء مدينته.
دينو إيمبالياتزو يشترى الخضراوات
دينو إيمبالياتزو يوزع الطعام على الفقراء فى الشارع
يُعرف إيمبالياتزو، البالغ من العمر 90 عاماً، فى روما باسم "طاهى الفقراء"، وهو عجوز رومانى كرس حياته لإطعام المحتاجين، وهى العادة التى بدأها عن طريق الصدفة منذ 15 عاماً، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عنها، بحسب صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
دينو إيمبالياتزو يتجول فى السوق
دينو إيمبالياتزو يستريح أثناء إعداد الطعام
بدأت قصته عام 2005، عندما طلب منه رجل بلا مأوى فى إحدى محطات القطارات بروما المال لشراء شطيرة يتناولها، وقال "إيمبالياتزو": "أدركت أنه بدلاً من شراء شطيرة واحدة، فمن الأفضل صنع بعض الشطائر له ولأصدقائه المحتاجين الآخرين"، ومن هنا قرر "طاهى الفقراء" رحلة إطعام المحتاجين، من خلال إعداد الشطائر لهم بشكل دورى فى محطة قطار توسكولانا فى روما.
دينو إيمبالياتزو طاهي الفقراء
طاهى الفقراء ومساعديه من المتطوعين
ومن صنع الشطائر إلى طهى الوجبات الساخنة، إذ تحول المشروع التضامنى الذى بدأ تنفيذه أولاً فى منزله ثم انتقل إلى مطبخ أحد أديرة روما، لإعداد الأطعمة المنوعة ما بين وجبات الخضراوات المطبوخة والمكرونة والأرز وبين الشطائر، التى يخصص جزءا منها للطعام الحلال الخاص للمسلمين، وذلك وفقًا لما نقلته "العين الإخبارية".
ونما حب "إيمبالياتزو" للمساعدة المجتمعية، بفضل مساعدة الأقارب والجيران والرعايا، حتى أسس فى عام 2006 جمعية "RomAmor"، التى تضم الآن حوالى 300 متطوع من الشباب وكبار السن، الذين تتلخص مهمتهم فى توفير وجبات الطعام لأكثر من 250 شخصاً يومياً.
والآن ولمدة 3 أيام فى الأسبوع، يقوم "إيمبالياتزو" بصحبة مجموعة من المتطوعين فى "Rom AmoR" بجولة فى أسواق المواد الغذائية والمخابز، للحصول على مساهمات من تجار التجزئة الذين يساعدونه على جعل حلمه ممكناً، ثم يقومون بتجهيز وطهى الطعام والوجبات الساخنة فى الـ4 أيام الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة