أكد عدد من البيطريين والمهتمين بمجال حقوق الحيوان، أن أغلب المصريين يفضلون تربية الكلاب للتسلية ولفت الانتباه، لذا فإنهم عادة يجدون ضالتهم في الكلاب من السلالات الأجنبية، والتى لها أحجام وأشكال مختلفة، ويبتعدون عن اختيار الكلب البلدى، لشكله العادي الأقل جمالا عن باقي أنواع الكلاب، رغم أنه الأقوى والأكثر وفاء، والأقدر على التكيف مع طبيعة الحياة المحيطة به.
وتشير بعض الدراسات إلى أن أعداد الكلاب البلدى الموجودة في مصر، تصل إلى 15 مليون كلب، في حين أن عدد الكلاب المطلوب للحفاظ على التوازن البيئي هو 4 مليون كلب بلدى فقط، ما يعنى وجود زيادة في أعداد الكلاب بشكل كبير، كما أن أفضل فترات التزاوج له هو فصلا الربيع والخريف، ومن الممكن أن يلد 4 مرات خلال العام الواحد، حيث تقدر فترة حمله بحوالي 63 يوما، أي شهرين فقط، وفي المرة الواحدة يلد من 8 إلى 10 "جراوى"، ويعيش منهم 4 فقط، وينفق الباقى لنقص بمناعتهم وإهمال العناية بهم.
وطالبت النائبة مي البطران، وزارة الزراعة بالحفاظ على سلالة الكلب البلدى المصرى، قائلة: "نطالب بالاهتمام بموضوع ملكية مصر جينيا للكلب البلدى والحفاظ على جينات الكلاب وسلالاتها، خاصة أن هناك دراسات أثبتت أن الكلاب البلدى المصري من أقوى سلالات الكلاب"، بعدما استخدمته دول مثل أستراليا وسويسرا بدلا من الكلاب البوليسية لديها، واكتشافها قوة تحمله للأمراض، وطول عمره بالمقارنة بأى أنواع أخرى، ووجود مطالب من جانبهم باستيراده من مصر، لاستخدامه في الحراسة، ولتمكنه من التكيف والحياة في كل أنواع الطقس.
ولتوضيح إمكانيات الكلاب البلدى، وتميز سلالاتها، قال الدكتور الحسينى محمد عوض، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطرين، مقرر لجنة حقوق الحيوان والحياة البرية: الكلب البلدى موجود منذ أيام الفراعنة، وهناك الكثير من النقوشات في المعابد تؤكد أهميته، حيث تم استخدامه في الحراسة، والصيد، ومساعدتهم في حرث الأراضى، وحافظ على سلالاته لأكثر من 7 آلاف سنة، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى زيادة وسائل رعايته والاهتمام به وبصحته، وتم استخدام الكلب البلدى بالخارج، من خلال تسفيره بصحبة مرافق، من خلال باسبور بعد فحوصات وإجراءات محجرية، وبعض الدول استخدمته مثل استراليا وسويسرا ككلب بوليسى، لتحمله ظروف الطقس، والأمراض.
وأضاف عوض، في تصريحات خاصة لليوم السابع،: الكلب البلدى "عائل وسيط"، أي ناقل للأمراض ولا يصاب بها، وهي تعد من أحد مميزاته، حيث يمكن أن ينقل أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، ولا تظهر عليه أعراض أيا منها، وأخطرها: البروسيلا، السل، السعار، والذى يظهر عليه فقط في المرحلة الأخيرة، الحويصلات الهوائية، الحويصلات المائية، وجسده مقاوم للأمراض، ويتحمل الصدمات، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تمكن الكلب البلدى من السير وممارسة نشاطه بشكل طبيعى، بعد تعرضه لحادث.
وأكد على ضرورة الحفاظ على الكلب البلدى المصرى، بالتعاون بين الوزارات المختلفة "الصحة، البيئة، الزراعة، والهيئة العامة للخدمات البيطرية"، قائلا: إذا كانت أعدادهم كبيرة، عليهم إيجاد الطرق العلمية السليمة للتعامل مع تلك المشكلة، وتحصينه ضد الأمراض المشتركة، حفاظا على صحة الإنسان، وعمل دراسة وافية حول أهميته، وإعادته لوضعه ومكانته الدولية والعالمية، كما سجلها الفراعنة عبر التاريخ.
وأشار إلى أن الكلب البلدى "وفى جدا"، على عكس باقى السلالات من الكلاب، التي من الممكن أن تغدر بصاحبها، لكن الكلب البلدى لا يمكن أن يخون أي شخص أطعمه أو قدم له شرابا، إلا إذا أٌصيب بأمراض، أدت إلى حدوث تغيرات بطبيعته مثل مرض السعار، وبالتالي من الممكن أن يعض أو ينهش جسد المربى له، لكن في حالته الطبيعية، مستحيل أن يغدر بصاحبه مهما فعل به، موضحا: أفضل مواسم التزاوج له هو فصلى الربيع والخريف.
في سياق مُتصل، قال الدكتور عمرو أمين، أخصائي طب وجراحة الحيوانات، إن قاعدة "البقاء للأقوى" هي أفضل ما يمكن وصف طبيعة حياة الكلب البلدى بها، خاصة أنه الأقوى جينيا، وصحيا، وبيئيا، وذلك نتيجة لاختلاطها مع حياة الشارع القاسية، مع تقلباتها، مما يساهم في زيادة مناعته، وتعد الكلاب البلدى من أفضل السلالات التي من الممكن أن يقابلها الإنسان طوال حياته، وذلك لأنها قادرة على التعامل بفطرتها مع أي مرض قد تصاب بها.
وأضاف أمين، في تصريحات خاصة لليوم السابع،: هناك مرض يُسمى بـ"البارفو"، وهو أخطر الأمراض الفيروسية التي من الممكن أن تُصيب الكلاب، ومن الممكن أن يتسبب في نفوقها جميعا، لكن نسبة إصابة الكلاب البلدى بهذا الفيروس أقل بنسبة تصل إلى 50% عن أي سلالة أخرى، وحتى في حال إصابة كلب بلدى بذلك الفيروس، فإن نسبة النافق منها أقل كثيرا من أي سلالة أخرى، وذلك لقوة المناعة لديها، والتي تنتقل من الأم للجراوى الصغيرة من خلال المشيمة، ومع بداية رضاعتهم تنتقل لهم الأجسام المناعية، حتى تصل إلى عمر 28 يوما.
وأشار إلى أن الأجانب يفضلون تربية الكلاب البلدى، وذلك لأن كل ما يمكن أن يصيب هذا النوع من الكلاب هو الديدان والحشرات، وتحتاج إلى تطعيمات، لكنها لا تمرض، ولا تحتاج إلى زيارة الطبيب كثيرا، على عكس باقى الكلاب التي تصيبها أمراض كثيرة، لافتا إلى أن حفظ الجينات عادة يحدث من خلال تجميع عينات من الحيوانات المنوية الخاصة السلالة المرغوب في الاحتفاظ بسلالتها، ووضعها في مواد نيتروجينية مخصصة لهذا الغرض، لحين تعرض تلك السلالات للإنقراض، وهو إجراء لسنا في حاجه له، خاصة أن الكلاب البلدى منتشرة بأعداد كبير في كل مكان.