تخوض مصر المحروسة في هذه الأيام حربا ضروسا أنت لا تعلم عنها شيئا، يشارك فيها الجميع بمبدأ القطيع: قطيع مع، وقطيع ضد، وفجأة يجد المواطن منا نفسه يقف في وسط ساحة الوغى على السوشيال ميديا مشهرا سلاحه لينضم إلى هذا الفريق أو ذاك في حرب التريندات اللانهائية.
ملخص حرب تريندات الأسبوع المنصرم كالتالي:
على الجبهة يتصدر تريند "بنت الجيران شاغلالي أنا عينيا" ورغم إن المطرب "شاكوش" ورغم وجود "خلق حوليه" اشتعلت المعركة حول أغاني المهرجانات والأغاني الشعبية والأغاني الراقية، بعد تصدر الأغنية لموقع ساوند كلاود، لننتقل إلى سرقة اللحن من أغنية لمحمد حماقي، ليخرج صاحيا الأغنية باعتذار لمطرب الأغنية الأصلية وملحنها، ثم يتشاجر شاكوش وشريكه في الأغنية "عمر كمال" ثم يدخل حمو بيكا أرض المعركة ليعاير شاكوش أنه بلا تاريخ، ولكن "بيكا" له تاريخ، ويخرج علينا حمو بيكا معلنا شراءة سيارة أودي فاخرة وأن سيارته المرسيدس معروضة للبيع، ويوجه نيران مدفعيته نحو هاني شاكر لأن نقيب الموسيقيين يمنع بيكا من الغناء ويترك شاكوش الذي اتهمه بيكا بأنه "شبعة بعد جوعة" ليخرج "شاكوش" معلنا أنه "مش فاضي" للرد على بيكا وعمر كمال لأنه بيجهز لحفلات وأغنيات جديدة، عملا بمبدأ "وتجيني تلاقيني لسه بخيري".
دخل المطرب رامي جمال حرب التريندات ليوم واحد أو يومين بالكتير بأغنية أشعلت السوشيال ميديا بالكثير من المتابعة والسخرية في آن واحد، على كلمات "ولو الظروف هتسخف سقف اوعى توقف" مستعينا بلقطات عديدة للعديد من نجوم مصر، في أغنية ضعيفة لحنيا مستفيدا بتريند التنمية الذاتية المؤكد النجاح على السوشيال ميديا لتخرج الأغنية مع تحيات الدكتور إبراهيم الفقي.
فنانتنا الكبيرة يسرا ذهبت إلى حفل الأوسكار الذي احتل جانبا كبيرا من حرب التريندات، وهو الحفل الذي يهتم به المصريون أكثر من الأمريكان تقريبا من باب "قصر الديل"، ودخل المصريون الأعزاء في وصلات ردح وشتيمة لصالح متنافسي الأوسكار، فمن يحب سكورسيزي يشتم معجبي الفيلم الكوري الطفيلين الفائز بالأوسكار ومن لم يعجبه "الجوكر" يشتم محبي خواكين فينيكس، واللي ملوش في الأوسكار وليه في الكورة دخل وعلق على اسم "كيان" بنت محمد صلاح الجديدة وأدلى بدلوه عن رؤيته للاسم وهل هو عاجبه ولا لأ، وتقريبا كده محدش في البلد اليومين دول بيسأل نفسه: "وأنا مالي أنا يا لمبي؟" خالص.
معركة محمد رمضان والطيار الموقوف عن العمل، قسمت المتابعين إلى فريقين، مشجعي الطيار، ومشجعي الأسطورة، هل وقف رمضان بجانب الطيار؟ ولا موقفش؟ وهل الوقفة تمنها 9 ونص مليون جنيه؟ ولا ببلاش والراجل كان عاوز "مراضية" و"تطييب خاطر" ببلاش، عموما يبدو أن "المراضية" ارتفع سعرها مع ارتفاع الأسعار بسبب كورونا التي كان لها نصيب كبير في الحرب الدائرة على أراضينا الإلكترونية.
ثم نزل عمرو دياب بألبومة الجديد ليتصر معركة التريندات مرة أخرى مؤقتا حتى يظهر التريند الجديد والحرب الجديدة التي لا تتوقف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة