يحتفل الجميع فى مثل هذا اليوم بـ"عيد الحب"، حيث تحولت صفحات السوشيال ميديا، لمحلات قلوب وورود، مع تداول الأغانى العاطفية وكتابة التهانى فى أجواء مليئة بالبهجة والسعادة.
الملفت للانتباه، أنه بالرغم من هذه القصص الأسطورية من الحب والغرام، تنتهى بعضها بعد الزواج بأيام قليلة، فطالما تصدرت الصحف والمواقع الإخبارية قصص دعاوى الخلع خلال شهر العسل، وكثيراً ما تابعنا معارك النفقة وطلاق الضرر بين أروقة المحاكم.
للأسف، ارتفعت نسب الطلاق بشكل مخيف، وباتت تهدد مجتمعنا، وتعصف بمنازلنا الهادئة المسالمة، لا سيما فى ظل ثقافة العند، وتوتر الزوجين، وعدم القدر على التحمل، والعبور بمركب الحياة الزوجية لبر الأمان، أضف لذلك تدخل أهل الزوجين بشكل غير مبرر.
الأمر جد خطير، يحتاج لتدخل الجميع، بداية من الأسرة، بتوعية البنت والابن على حداً سواء، بأهمية الميثاق الغليظ، والحفاظ على "البيت من الخراب"، وتوجيه الأعمال الدرامية لترسيخ قيم الحياة الزوجية والحفاظ عليها، والحد من الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا، الذى أفسد حياة البعض وحولها لدمار وخراب، وتحرك المؤسسات الدينية للدعوة للحفاظ على الحياة الزوجية وحل المشاكل بهدوء.
"الحب" ليس كلاماً يقال، ولكنه أفعال يسطرها الطرفان على أرض الواقع، تؤكد وفاء كل منهما للآخر حتى بعد مماته.
وتتجلى قيمة "الحب" فى حب الرسول صلى الله عليه وسلم لـ"خديجة" رضى الله عنها، فقد قدمت سيدة عجوز على النبى فاهتم بها وخلع عباءته ووضعها لها لتجلس عليها، فسالت عائشة عن هذه السيدة التى اهتم بها الرسول، فاخبروها انها كانت صديقة خديجة رحمها الله، فغارت عائشة، وقالت للنبي:" وهل خديجة كانت سوى عجوز أبدلك الله خيراً منها؟ فقال النبى :"لم يبدلنى الله خيراً منها أبداً.. لقد آمنت بى إذ كذبنى الناس، وآوتنى إذ رفضنى الناس، ورزقت منها الولد"، فقالت عائشة:" استغفر لى يا رسول الله"، فقال لها:" استغفرى لخديجة واستغفر لك"، وكان الرسول يذبح الذبيحة ويرسل بها لأصدقاء "خديجة".
فالحب شىء لا يباع ولا يشترى، لا يوهب ولا يستعار، لم يملك إنسان من الغنى ما جعله يسيطر عليه، ولم يبلغ إنسان من الفقر ما جعله يفقده، حبوا بإخلاص، جعل الله أيامكم حب وسعادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة