كما نعلم جميعاً أن هناك مستشفيات عريقة تقدم بالفعل و بشهادة الجميع ما بوسعها لمساعدة المرضي لكنها لا تملك مخصصات مالية للدعاية الخاصة بجمع التبرعات كما يستطيع غيرها، و علي رأس هذه الصروح الكبري مستشفي أبو الريش للأطفال ، و التي تأسست بدعم من حكومة اليابان استجابة لمبادرة الحكومة المصرية لتحسين معايير الرعاية الصحية للأطفال بمناسبة السنة الدولية للطفل في عام 1979..
و قد تأكدت عدة مرات من مصادر مختلفة أن هناك طوابيراً طويلة علي قائمة الإنتظار و أن محيط المستشفي يكتظ بالوافدين من كل أنحاء مصر بأطفالهم المرضي ، هؤلاء الذين لا يملكون أكثر من تكلفة مواصلاتهم للقاهرة حال إن امتلكوها بل في غالبية الأحوال قد يقترضونها من الغير .
فمنذ أشهر قليلة روت لي صديقة كانت قد قررت التبرع لأبو الريش -لإدراكها أن هذه المستشفي تحديداً لا تقوم بالدعاية المكثفة و لا ينالها هذا الحظ الوافر من التبرعات نظراً لعدم تذكير أهل الخير بها شأن غيرها من المشافي الشهيرة- أن هناك أسر وافدة من بلاد بعيدة تسكن شوارع الجهات الأربعة المحيطة بالمبني بأطفالهم المرضي انتظاراً للدور ، و بالفعل لايملك هؤلاء وجبة يومهم و ربما يمدون الأيادي علي استحياء للمارة هنا و هناك .
كما أكدت لي ما رأته من باب الصدفة و دون أي استعدادات استثنائية تقوم بها المستشفي عندما يكون هناك زوار ،
أنه كان موعد وجبة الغداء و أن الترولي الذي يمر بالطعام لتوزيعه علي غرف النزلاء من الأطفال كان بطريقه ،
و قد طلب المدير المسؤول من الحكيمة التي تمر بالطعام أن تكشف عن بعض الوجبات لتراها صديقتي المتبرعة ، و بالفعل حدث ، ما أبهرها من مستوي الوجبات الفاخرة و نظافتها الواضحة ، إضافة إلي مستوي النظافة و النظام العام الذي تتميز به هذه المستشفي الحكومي محدودة الإمكانات .
و بعد أن أتمت المهمة و طلبت رقم المدير لاستمرار تقديم الدعم قدر المستطاع ،
قد صادفت حالات تستغيث علي مواقع التواصل ، فأرسلت ببياناتها للمستشفي ، و بشكل أسرع مما يتخيل أحد تم الرد عليها بدخول الحالة فوراً و خضوعها للعلاج ، و هذا ما تكرر مرتين متتاليتين حتي الآن .
و مثل هذه الرواية عشرات الروايات التي سمعتها من أناس أهل للثقة و الأمانة ، أردت أن أنقلها لكم لعلنا نتحري معاً مواضع الصدقات و ندفع بها لمستحقيها و لعلنا نكون سبباً في إنقاذ حياة طفل مريض ، كما أناشد وزارة الصحة بتوجيه المزيد من المخصصات المالية لدعم أبو الريش للأطفال.
تقبل الله منا جميعاً و جعله بميزان حسناتنا
اللهم بلغت اللهم فاشهد