كل جملة كان ينطق بها الفنان العبقري الراحل زكي رستم في أعماله السينمائية تحولت لإفيه يستخدمه الجيل الحالي في بوستات وقفشات وكوميكس علي السوشيال ميديا وبرغم مرور 48 عاما علي رحيله يوم 15 فبراير عام 1972 إلا أن تلك الجمل المحورية التي أداها ببراعة مازالت موجودة ويحفظها ويتوارثها الأجيال ونرصد هنا في ذكري رحيله بعضا منها :
في فيلم " رصيف نمرة 5 " مع الفنان فريد شوقي كانت له أكثر من جملة منها مثلا : " إنت إيه اللى خلااااااااك تقوم من مكانك بس؟؟ وجملة أخري قال فيها لفريد شوقي : " روح يا شيخ إلهي يعمر بيتك .. عرفتش غريمك مييين" وفي نفس الفيلم حينما كشف أمره فريد شوقي وعلم بأنه وراء كل المصائب والكوارث في حياته حاول الهرب منه قائلا : نويت أصلي ركعتين لله .. ألله أكبر .
في فيلم "نهر الحب " مع الراحلة فاتن حمامة سنجد الكثير والكثير من الجمل المحفورة في ذاكرتنا منها مثلا : "دقيقة واحدة يانواااااااااال تحدد مصير أمم" وجملة أخري قال فيها : صدقيني يا نوال عشان لو ما صدقتينيش أنا مش هصدق نفسي والاندفاع والتهور نسوكي حاجه مهمة نسوكي ابنك.
أيضا كان له في فيلم " امرأة علي الطريق " جمل كثيرة منها مثلا : " عمتني يا صابر " و" لواحظ معكيش خمسين قرش " وفي فيلم " أين عمري " له جملة شهيرة : " أنا ممنون جدا مدبولي خد الفرسه اربطها " وقال أيضا في فيلم " صراع في الوادي " : " ردي عليا يا آمال ردي علي أبوكي .. أنا عملت كل ده عشان اضمنلك الثروة في حياتي وبعد مماتي " .
الفنان زكي رستم ولد في قصر جده اللواء محمود رستم باشا، بحي الحلمية الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطية في أوائل القرن الماضي وكان والده محرم بك رستم عضواً بارزاً بالحزب الوطني، وصديقاً شخصياً للزعيمين مصطفى كامل، ومحمد فريد وفي عام 1920 حصل على شهادة البكالوريا ورفض إستكمال تعليمه الجامعى، وكانت أمنية والده أن يلحقه بكلية الحقوق، إلا أنه اختار هواية فن التمثيل، وفي عام 1924 كانت رياضة حمل الأثقال هي هوايته المفضلة، وفاز بلقب بطل مصر الثاني في حمل الأثقال للوزن الثقيل.
التقى رستم بالفنان "عبد الوارث عسر" الذي ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية، وبعد وفاة والده تمرد على تقاليد عائلته الارستقراطية وانضم لفرقة جورج أبيض، فطردته أمه من السرايا بعدما خيرته بين سكة الفن والتحاقه بكلية الحقوق، فاختار المسرح فأصيبت بالشلل حتى وفاتها، وانتقل رستم للعيش في عمارة يعقوبيان بوسط القاهرة بمنطقة وسط البلد حيث عاش لبقية حياته.
كانت أول أعماله في السينما الصامتة في فيلم "زينب" عام 1930، ثم شارك في أول فيلم مصري ناطق وهو "الوردة البيضاء" عام 1932، وتوالت أعماله السينمائية لثلاثين عاما متتالية بلا توقف حتى بداية الستينات وبلغ رصيده الفنى من الأفلام 240 فيلماً، ولكن المشهور منها والموجود 55 فيلماً، فقدم على سبيل المثال "العزيمة" 1939، و"زليخة تحب عاشور" 1939، و"إلى الأبد" 1941، و"الشرير" 1942، و"عدو المرأة" 1945، و"خاتم سليمان"، و"ياسمين"، و"معلش يا زهر" 1947، و"بائعة الخبز" 1953، و"الفتوة" 1957، و"امرأة على الطريق" 1958، وآخر أفلامه "أجازة صيف" 1967.
اختارته مجلة «بارى ماتش» الفرنسية بوصفه واحداً من أفضل عشرة ممثلين عالميين، وأطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج"، فكان نموذجاً رائعاً للنجم السينمائي المنفرد في مواهبه، الذي يقوى على أن يتقمص أية شخصية مهما تعددت حالاتها النفسية ومواقفها المتقلبة والمتلونة وفي مشواره السينمائي عرف بتنوع أدواره، فمن أدوار الباشا الأرستقراطي إلى الأب الحنون إلى المعلم في سوق الخضار إلى الفتوة إلى الموظف إلى المحامي إلى الزوج القاسي، وكانت أدوار الشر المتميزة هي بصمته وما عرف بتأديته بشكل بالغ التميز.
زكي رستم (8)
زكي رستم (13)