أحمد إبراهيم الشريف

أحدهم طار فوق عش الوقواق

السبت، 15 فبراير 2020 10:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأخرت كثيرا فى مشاهدة الفيلم المهم "أحدهم طار فوق عش الوقواق" الذى أنتج فى عام 1975، وصار علامة فى السينما العالمية بحصوله على خمس جوائز أوسكار (أفضل فيلم، أفضل ممثل، أفضل ممثلة، أفضل مخرج، أفضل سيناريو) طالما حاولت مشاهدته لكن ذلك حدث مؤخرا فقط عندما أراد هو أن أشاهده، فالأفلام والكتب والموسيقى مثل الحياة والحب والموت لا نملك اختيار مواعيدها.
 
بالطبع فإن الفيلم العظيم هو الذى تخرج منه بحال غير الحال الذى دخلت بها، و"طار فوق عش الوقواق" سيضعك على حافة الجنون فعلا، لكنك ستفكر أولا فى معنى الجنون، من المجنون بالفعل هل هؤلاء المحتجزون فى المصحة النفسية أم أن المجانين بالفعل هم القائمون على هذ المصحة (أطباء وممرضون وأمن).
 
الشخصية الرئيسية في الفيلم "راندل باتريك ماكمفرى" الذى قام بدوره "جاك نيكلسون" رجل ارتكب جريمة وها هو يقضى سنوات العقوبة ولأنه يريد أن يعيش حياته يظنون به الجنون ويرسلونه إلى المصحة لتقرر إن كان مجنونا أم لا، وهناك يكتشف الكارثة، فالمؤسسة تتحكم فى الأفراد بصورة صعبة، تضع لهم جدولا لا تحيد عنه حتى لو من أجل مشاهدة مباراة كرة قدم أمريكية فى بطولة عالمية.
 
من المجنون حقا فى هذا العالم، مراهق يتلعثم كلما شعر بالارتباك، أم والدته التى تقهره وتراقبه طوال الوقت وتجعل الممرضة تضطهده حتى يصل للانتحار بعدما تدمره نفسيا؟ 
 
جميع الشخصيات التى دار حولها الفيلم مرسومة بعناية كى تكشف أن السائرين فى الشوارع والساكنين فى بيوتهم والقائمين بعلاج المجانين ليسوا أكثر عقلا من المجانين أنفسهم، بل إنهم أكثر شراسة يختبئون تحت قناع العقل فيرتكبون الكوارث، مثلما فعلوا فى "ماكمفرى" فى النهاية فقد دمروه للأبد وقضوا على شراسته الواجبة للحياة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة