قال مرصد الازهر لمكافحة التطرف، إن الأمور تجرى في بعض دول القارة الإفريقية نحو ما لا تشتهيه سفينتها المترنحة بين فقر مدقع وبين التصدي لجماعات إرهابية لا تألوا جهدًا في إحراج الحكومات والقوات الإفريقية بشتى الطرق، هذه الثنائية أفرزت واقعًا مأزومًا داخل هذه الدول.
وخلال متابعة مؤشر العمليات الإرهابية في القارة الإفريقية وُجِدَ أن شهر يناير من هذا العام شهد تصاعدًا غير مسبوق على مستوى الهجمات الإرهابية، وحصيلة القتلى والجرحى، الأمر الذي تنبأ به مسبقًا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف وحذر منه مرارًا وتكرارًا في أكثر من موطن.
تصدرت حركة الشباب الصومالية الجماعات الأكثر نشاطًا في القارة الإفريقية بتنفيذها نحو 28 عملية إرهابية في الصومال وكينيا تنوعت بين تفجيرات انتحارية وهجمات مسلحة وعمليات اغتيال مما أسفر عن سقوط أكثر من 148 شخصًا بين قتيل وجريح.
تليها جماعة بوكو حرام التي لا تزال هي الأكثر دموية في القارة الإفريقية خلال هذا الشهر وقد نفذت الجماعة 22 عملية إرهابية في دول بحيرة تشاد بغرب القارة تنوعت بين عمليات انتحارية وهجمات مسلحة، أسفرت عن سقوط 411 شخصًا بين قتيل وجريح.
من ناحية أخرب قالت الحكومة الألمانية إن هناك تزايدًا في أعمال العنف التي تستهدف المساجد والمؤسسات الإسلامية أو بعض ممثليها، بالإضافة إلى التهديدات والتلويح بإلحاق الأذى الجسدي للمسلمين داخل جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وأضافت الحكومة في تقرير جاء ردًّا على طلب الإحاطة المقدم من قِبَل الكتلة اليسارية بخصوص العنصرية المعادية للمسلمين، أنه تمَّ حصر 184 اعتداء معاديًا للإسلام في عام 2019، وهو ما يمثل اعتداء كل يومين تقريبًا!
وأوضح تقرير الحكومة الذي نشرته صحيفة "TAZ" الألمانية أنه من بين تلك الاعتداءات 64 حالة تحريض، وتوجيه إهانات وأضرار مادية ومعنوية، واستخدام علامات المنظمات المحظورة والمناهضة للدستور الألماني.
من جانبه يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن السبب وراء تزايد تلك الاعتداءات الممنهجة التي تلحق بالمساجد والمؤسسات الإسلامية داخل الجمهورية الألمانية، يرجع إلى عداء تيار اليمين المتطرف للإسلام.
ويوضح المرصد أن ذلك التيار المعادي للإسلام قد اعتدى على عشرات المساجد في ألمانيا، وقامت عناصره بحوادث طعن وإهانة للمحجبات، بالإضافة إلى تمزيق نسخ من المصحف الشريف، وغير ذلك من الجرائم التي رصدها المرصد في تقارير ودراسات سابقة.