قفزة الجيش المصرى فى ترتيب أقوى الجيوش فى العالم، محتلا المرتبة العاشرة، ومتفوقا على جيوش تركيا وإيران وإسرائيل، كانت لافتة، وما أظهره من قدرات فى مناورة «قادر» ثم تطوره المذهل تدريبا وتسليحا، وتأسيس قاعدتين عسكريتين فى المحورين الاستراتيجيين، سواء قاعدة محمد نجيب فى الشمال الغربى، أو برانيس فى الجنوب الشرقى، أذهل خبراء العسكرية فى العالم.
لذلك خرجت وسائل الإعلام فى روسيا وفرنسا وإيطاليا مؤخرا، تؤكد أن الجيش المصرى يتطور بشكل سريع، تأهيلا وتدريبا وتسليحا، وأن استمراره بهذا المعدل سيدفع به ليكون أحد الخمس الكبار فى العالم، ولا يسبقه سوى جيوش أمريكا وروسيا والصين والهند، وسيزاحم اليابان وكوريا الجنوبية لانتزاع المركز الخامس، بقوة خلال الفترة المقبلة.
توقعات وسائل الإعلام فى العالم بشكل عام، وروسيا وفرنسا وإيطاليا على وجه الخصوص، مبنية على دراسة دقيقة، وإلمام كامل بقوة الجيش، رغم أنه ليس كل ما هو معلن، يمثل الحقيقة الكاملة، فهناك جانب خاضع للسرية الشديدة، عن نقاط قوة أخرى، لا تظهر إلا فى أوقات الحروب، فى إطار التكتيكات العسكرية، والخداع الاستراتيجى، وعناصر المفاجأة.
والحقيقة، أن فطنة القيادة الحالية، وقراءتها للمشهد فى المنطقة، واستشراف، المخاطر الجسيمة التى تهدد أمن الإقليم برمته، وأن هناك دولا تتم إزالتها من فوق الخريطة الجغرافية دون رحمة، دفعت إلى تأهيل الجيش المصرى تدريبا وتسليحا، وأن يصبح قوة رادعة لكل من تسول له نفسه الاقتراب من حدود الوطن، أو العبث بثرواته ومقدراته.
كما يحمل الجيش المصرى عبء الدفاع عن الأمن القومى العربى، ولا يقف صامتا حيال تهديدات الأشقاء، وأن مصطلح «مسافة السكة» الذى دشنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بداية عهده ما هو إلا حقيقة، وإيمان شديد بأحقية الأشقاء خاصة الذين ساندوا مصر بقوة بعد حراك 25 يناير 2011، التضامن معهم وردع كل ما يهدد أمنهم.
ورغم تأهيل الجيش المصرى، وتنوع تسليحه المبهر، فإنه يتبقى أمور يتفرد بها المقاتل المصرى، يعمل فى صمت ويستشهد فى صمت دفاعًا عن الأرض والعرض والشرف، مقدمًا روحه فداء لوطنه، فى ملحمة عشق للوطن، ومرتبة عليا من التضحية، دون الانتظار لجمع مغانم، لا مال ولا شهرة ولا تصدر للمشهد.
مقاتلو الجيش المصرى، يرتدون ثياب الرجال، والرجال تقف كالأسود على خطوط النار، وتحت الشمس الحارقة، صيفا، وعواصف الثلج شتاء، ويواجهون الموت بجسارة، لا يتضجرون، ولا يتأففون من زيادة الأسعار، أو غياب بسكوت «لوكر» ونسكافيه «جولد»، أو يمتعضون من طعم عيش «الجراية» الصعب، وطعام «الميس»، ورغم ذلك يعشقون وطنهم ويدافعون عنه بكل قوة.
لذلك، وإيمان الأعداء، بأن مصر عبارة عن «جيش» خلق الله له «دولة»، فإنهم يبحثون دائما على تشويه المؤسسة العسكرية ومحاولة ضرب استقرارها والنيل منها، فمن يملك مفاتيح القاهرة، عليه أن يسقط الجبيش المصرى، ومن يريد العبث بمقدرات الأمة العربية، عليه أن يفكك الجيش المصرى.
لذلك فإن ما أبرزته وسائل الإعلام العالمية خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديدا الإعلام الروسى والفرنسى والإيطالى، بأن الجيش المصرى، ووفقا لاستراتيجية رسمها النظام الحالى، من تسليح وتأهيل، سيقفز خلال المرحلة المقبلة، بين الجيوش الخمسة الكبار، فهل تتحقق هذه الأمنية العزيزة على قلب كل مصرى؟!
الحقيقة ومن خلال ما نراه من إنجازات تسطر على كل شبر فى مصر، فإن الأحلام والأمانى صار تحقيقها فى عهد النظام الحالى، أمرا ممكنا ويسيرا..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة