بسلاسة وعذوبية تحدث، فسمعناه وكأنها المرة الأولى وكأننا لم نألف صوته وأغانيه من قبل، بحرص شديد ننصت لتفاصيل ربما لا يعلمها سوى المقربين منه، يرويها الملك فتتكشف لنا تدريجيا ملامح شخصية غاية في الجمال والإنسانية، شخصية تعشق معها إدمانها للفن والسحر الذى تضفيه مع كل لحن أو كلمة تتغنى بها، فالغناء بالنسبة له هو وسيلة التعبير الوحيدة عن النفس وأحزان وفرح الناس وفى رأيه من يستطيع التعبير عن هذين النقيضين وما بينهما، فهو إنسان لا يمكنك سوى أن تحبه وتحترمه، وهذا هو باختصار حال "الملك" ، هذا هو حال محمد منير.
أمام كلمات "الملك" في ظهوره الأخير مع الكاتب عمر طاهر، تقف عاجزا محللا لكل كلمة ينطق بها، وتسأل نفسك عن هذا الحب الغريب الذى يربطك بصاحب البشرة السمراء والوجه الضاحك، فتدرك مع مرور الدقائق الأولى من الحوار وبعد تأملك لما بين السطور، أنه ارتباط أبدى، حبل موصول لا ينقطع مع أكثر شخصية تنجح في التعبير عن حالك طوال الوقت .. تعيش معه لحظات الانكسار والانتصار ، وتدندن أغانيه حتى في أحلك الظروف وأكثرها بؤسا بالنسبة لك وتطير بأجنحة كلماته مع أى شعور ينتابك بالسعادة..
ببساطة هذا هو "الملك"، الفنان الوحيد الذى تبحث بشغف بين أغانيه عن لحن يشبهك وكلمات تحكيك وبالتأكيد ستجد.. على صوتك ، الفرصة ، بنتولد ، ربك لما يريد ، خايف ، بتبعدينى ، شبابيك وغيرهم ، أو حتى الأغانى الفلكلورية والتراثية التي أعاد إحيائها وغنائها من جديد .. حارة السقايين ، شمندورة ، سو يا سو ، في عشق البنات وغيرها والتي تحمل أيضا نكهة خاصة به ومميزة مع صوته.
" الملك" هو الفنان الوحيد الذى تسعد بنجاحه وتعتب عليه إذا جاء بأغنيه دون المستوى ولكن حتى مع غضبك منه هذا لا تقدر على هجره، وتكتفى بما تركه من إرث لن يتكرر ليكون الوسيلة التي تمحى بداخلك أى شعور بالضيق تجاهه ..
ببساطة هذا هو الملك ، شخص قريب منك تجده في كل مكان تذهب إليه، يعرف تفاصيلك ويجيد تجسيدها .. شخص ترى فيه أصالة هذا البلد وتاريخه ، فإذا أردت أن تختبر درجه حبك له اسأل نفسك لماذا تشعر بالغصة في قلبك إذا علمت أنه تعرض لوعكة صحية ، لماذا انتفضت فجأة من القلق عليه وأنت تراه في أحدث حفلاته يغنى جالسا ؟ لماذا لا تمنع لسانك عن ترديد أغانيه وسط موجة الفنانين والألبومات التي يتم طرحها في الأسواق ليل نهار؟ لماذا يبقى منير محتفظا بهذه المكانة داخلك ولا ينافسه فيها أحد مهما كان؟
"الملك" شخصية غاية فى التواضع.. فبرغم نجاحاته والجوائز التي نالها متفردا طوال مشواره الفني، إلا أنه يرفض التباهى بها أو استغلالها في إحداث بروباجندا حوله كما يفعل آخرون طوال الوقت، لأنه أكبر من ذلك وإعمالا بفلسفة خاصة لا يألفها سوى كل شخص ناجح يعرف قدره ومكانته عند الآخرين ويستند على تاريخ حافل وسيرة عطرة ، يقول منير في حواره مع عمر طاهر : كل شيء ملحوق وتستطيع الحصول عليه ، فهل أقول لك إننى الفنان العربى الوحيد الحاصل على ثلاث أسطوانات بلاتينية وواحدة ذهبية لا أعتقد أن هناك شخصا على أرض العالم العربى حصل عليها، أنا لا استغل هذا أنا اعمل على رؤية الإنسان وماذا يحتاج.
يا ملك عشقك للغناء لم ولن ينتهى، تظهر ألوان فنية كثيرة وتطفو على السطح كلمات خاوية وألحان ركيكة ولكن يبقى طيفك وصوتك الشجى حاضرا وباقيا على عهدنا بك، يا ملك حبنا لك يشبه حبنا لهذا البلد نتألم منه ولكن لا نرتاح الا في كنفه، يا ملك تماسك واستمر في امتاعنا لأننا لا نقدر على مواجهة الحياه بدونك.
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى
ملك القلوب
❤️❤️❤️نستمتع باغانيه فى كل اوقاتنا ربنا يزيده نجاح مقال جميل