رغم استمرار وزارة السياحة والآثار فى إجراء مسح ردارى خارج مقبرة الملك توت عنخ آمون، للبحث عن مقبرة نفرتيتى، حسب نظرية نيكولاس ريفز، والتى لم تظهر نتائجها بعد، زعم خبراء أن سلسلة من الغرف المخفية فى قبر توت عنخ آمون، وعمره 3400 عام، فى وادى الملوك بمصر، قد تكون مكان الراحة الأخير للملكة نفرتيتي، التي حكمت مصر بين عامي 1353 و1336 قبل الميلاد، حيث يعتقد علماء المصريات أنها دفنت في وادى الملوك، دون العثور على قبرها.
واستخدم فريق من علماء الآثار، بقيادة وزير الآثار المصرى السابق، ممدوح الدماطي، من جامعة "عين شمس"، مسح الرادار المخترق لليابسة (GPR)، للكشف عن الأسرار الخفية للمقبرة القديمة، ووجدت ممسوحات الرادار ممرات على بعد أقدام قليلة من غرفة دفن توت عنخ آمون، التى يبدو أنها تؤدي إلى غرفة أكبر بعرض 32 قدما وسقف بارتفاع 6 أقدام.
وعثر على الغرفة الكبيرة داخل القاعدة على بعد أقدام قليلة إلى الشرق، وعلى عمق غرفة توت عنخ آمون نفسه.
ويعتقد بعض علماء المصريات أنها قد تكون قبر نفرتيتي المفقود.
وتعيد الورقة البحثية غير المنشورة، التي أُبلغ عنها من قبل Nature، حول إحياء النظرية القديمة التى تزعم أن قبر الملك توت هو مكان أكبر حيث دفنت الملكة نفرتيتي.
ويزعم بعض علماء المصريات أنه قبل حكم توت عنخ آمون في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حكمت نفرتيتي كملكة فرعونية، ويعتقد الخبراء أنه بسبب تأثيرها الكبير وأهميتها الثقافية فى التاريخ المصرى القديم، ينبغي أن يكون لديها قبر في وادي الملوك الشهير، جاء ذلك حسب موقع "RT" نقلا عن الديلى ميل، ويعتقد فريق البحث أن الغرفة التي عثروا عليها خارج قبر الملك توت عنخ آمون، ربما كانت مكان دفن نفرتيتي.
ولا يعرف العلماء ما إذا كانت المساحة الجديدة مرتبطة فعليا بمقبرة توت، ولكنهم يقولون إن طبيعتها العمودية بالنسبة للمساحة الرئيسية، توحي بوجود ارتباط.
ودرس الفريق نظرية تقول إن "قبر توت عنخ آمون صغير بشكل غير عادى بالنسبة لموقع دفن ملكى، لذا يجب أن يحتوى على غرف دفن خفية".
واكتشف قبر توت عنخ آمون في عام 1922، من قبل عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر، وانتشرت النظريات حول المقبرة والروابط مع نفرتيتى الغامضة.
وقال راي جونسون، عالم المصريات في المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو، الذى لم يشارك فى الدراسة، التى نشرتها "ناتشر" إن صور الرادار هى تطور مثير. من الواضح أن هناك أمرا ما على الجانب الآخر من الجدار الشمالى لغرفة الدفن"
وفي عام 2017، أجرى فرانشيسكو بورسيللي من جامعة "بوليتكنك" في تورينو، إيطاليا، دراسة استقصائية باستخدام GPR داخل القبر، واستبعد وجود أى غرف خفية.
وقضى عالم المصريات البريطانى، نيكولاس ريفز، جزءا كبيرا من حياته المهنية فى العمل فى وادى الملوك، ويقول إن الغرفة المخفية ليست المكان الذى يتوقعه. وافترض ريفز أنها تمتد شمال قبر توت عنخ آمون بدلا من اللجوء إلى اليمين، كما تشير النتائج- لكنه ما يزال يعتقد أن نفرتيتي داخل القبر. ويقول ريفز إن النتائج مهمة للغاية لدرجة أنه ينبغى عقد مؤتمر دولي للنظر في الخطوات التالية.
وفي الوقت نفسه، قال إيدان دودسون، وهو عالم مصريات بجامعة بريستول بالمملكة المتحدة، إنه لم يكن مقتنعا بأن نفرتيتى داخل الغرفة، لكنه يعتقد أن هناك قبرا ثانيا.
وأوضح الدماطي أن المسح شمل فريقا من Terravision في المملكة المتحدة، ومهندسين من جامعته، وأجرت Terravision دراسة استقصائية سابقة فى المقبرة، باسم KV62، لكنها اضطرت إلى قطعها بعد طلب من المجلس الأعلى للآثار. وعادوا مع الدماطي لاستكمال التحقيق، الذى تضمن المسح خارج القبر.