يحظى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بأنه الأفضل في القرن العشرين، ألقى مزيدا من الضوء على تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ومنح مجدا خالدا لـ هوارد كارتر مكتشف المقبرة وجعلها في مصاف أهم المكتشفين الأثريين في العالم على مدار التاريخ.. لكن ماذا عن سرقته برديات المقبرة؟
هذا ما تعرض له الدكتور وسيم السيسى، في كتابه "المسكوت عنه في التاريخ" تحت عنوان "المسكوت عنه في تاريخ هوارد كارتر" حبث يقول "كانت هناك 5398 قطعة فى مقبرة توت، تمت سرقة كثير منها، مثل بوق إعلان الحرب الموجود الآن فى b.b.c هيئة الإذاعة البريطانية، والخاتم الذهبي لتوت في متحف المتروبوليتان في نيويورك، ولكن أخطرها البرديات".
يقول الكتاب إن "كارتر" بعدما عرفت سرقاته وتم منعه من التنقيب، قال في عام 1922 بعد عامين من اكتشافه مقبرة توت عنخ آمون "إن لديه برديات تغير التاريخ اليهودي كله وقصة الخروج" لكنه بعدما حقق هدفه وعاد للتنقيب قال: "لقد أخطأت كانت ملابس توت الكتانية".
ویشیر الكاتب الأمریكى أرنولد براكمان فى كتابه "البحث عن ذھب توت عنخ آمون" الصادر سنة 1976 إلى محاضرة ألقاھا كارتر في الولایات المتحدة في 23 أبریل 1923 أشرف على تنظیمھا أمیركي متخصص في تنظیم الندوات یدعى لي كیدیك الذي سجل في مذكراتھ المناقشة الحادة التي دارت بین كارتر ونائب القنصل البریطاني في القاھرة، كما رواھا لھ كارتر قائلاً: "سأنشر على العالم كله نص البردیة التي وجدتھا في المقبرة والتي تظھر الوقائع الحقیقیة للخروج"، وقال لي كیدیك أن "كارتر ونائب القنصل سیطرا على غضبھما وحدتھما المتبادلة، وتوصلا إلى تسویة ظل بموجبھا كارتر صامتا عن تلك المسألة"، وأفاد الكتاب إن أعظم إنجازات كارنرفون ھي رعایته لأعمال البحث الأثري التي كان یقوم بھا كارتر والذي تكلل بحثه المستمر مدى خمس سنوات بالعثور على المقبرة في وادي الملوك في الأقصر على مسافة نحو 650 كیلومتراً جنوب القاھرة في اكتوبر 1922، وفي فصل عنوان "الفضیحة"، شدد الكتاب على افتقار كارتر وكارنرفون الى الأمانة العلمیة والمھنیة وممارستھما نشاطات وصفھا بأنھا مشبوھة، بما فیھا "غزوات سریة" للمقبرة والاستیلاء على "البردیة المفقودة". ولاحظ أن الأسرار لو أفشیت "لدمرت سمعة كارنرفون.
ویرى كاتبان بریطانیان أن إحدى البردیات الخاصة بخروج الیھود من مصر سرقت من مقبرة توت عنخ آمون عند اكتشافھا فوكان إفشاؤھا كفیلا في رأیھما بتغییر خریطة الشرق الأوسط.
وشدد أندرو كولینز وكریس أوجیلفي ـ ھیرالد في كتاب «توت عنخ آمون.. مؤامرة الخروج» على أن مكتشف المقبرة ھوارد كارتر وممول عملیة الاكتشاف اللورد كارنرفون كتما أسرارا تكشف «قصة للخروج الیھودي من مصر تتناقض مع الوقائع والشكل المذكور في التوراة.
وقال: "لو أفشیت وعرفھا العالم لم تكن لتسبب فقط فضیحة سیاسیة ودینیة بل ربما كانت قد غیرت وجھ العالم إلى الأبد".
وأوضحا أن المقبرة التي وصفاھا بأنھا أعظم كشف أثري في التاریخ وأصبحت حدیث العالم كانت تضم بردیات عن خلفیات الصراع الدیني منذ عصر إخناتون حتى حدث الخروج.
وقالا أن الذین خرجوا من مصر كانوا مصریین من أتباع إخناتون فرعون التوحید وكھنة مؤمنین بدیانة آتون وبعض الآسیویین من دون ذكر لقوم موسى من الیھود، وترجم رفعت السید علي الكتاب وصدرت ترجمته العربیة عن مكتبة دار العلوم بالقاھرة.