توترت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ودخلت في نفق مظلم، مع استمرار انتهاكات أنقرة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تجاهلها للقانون الدولي من خلال أنشطة التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، على الرغم من العقوبات الأوروبية.
وكتبت أيدين دوزجيت، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة سابانشي في مقال لـ موقع بريسبكتيف، وهو موقع إلكتروني متخصص في العلاقات الدولية لتركيا: "نظرا لأن منظور عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي قد اختفى على المدى القصير بسبب الديناميكا الداخلية لتركيا، فإن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تستمر إلا في عدد قليل من مجالات السياسة المحدودة".
وحسب المحللة السياسية، لا يزال الاتحاد الجمركي التركي مع الاتحاد الأوروبي واتفاق عام 2016 للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا مجالين رئيسيين يحددان العلاقات، لكن هذه القيود تزيد أيضا من نقاط الضعف في العلاقات حيث يؤجل الاتحاد الأوروبي تحديث الاتحاد الجمركي بسبب تراجع تركيا عن حقوق الإنسان. وأضافت إن تركيا تهدد بفتح حدودها والسماح للاجئين بالتدفق إلى أوروبا كلما كانت هناك توترات بشأن قضايا أخرى.
وقالت أيدين دوزجيت، أن في الوقت الذي تركز فيه تركيا على قضايا السياسة الأخرى، مثل التحركات لاستغلال احتياطيات الغاز الغنية في شرق البحر المتوسط ، تضعف العلاقات المؤسسية بين تركيا والكتلة الأوروبية. وقالت إن أنقرة تمنح الأولوية للعلاقات الثنائية مع أعضاء الاتحاد الأوروبي المنفصلين.
كما أشارت إنه قد يتم الضغط على أوروبا لإجراء تغييرات على سياساتها الدفاعية والأمنية إذا أعيد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات في نوفمبر، لأن لدى ترامب تحفظات على التحالف عبر المحيط الأطلسي، وخاصة حول الناتو. بالتالي إذا حاول أعضاء الاتحاد الأوروبي إنشاء مؤسسة أكثر استقلالية ومقرها أوروبا خارج إطار الناتو في المستقبل القريب، فقد تجد تركيا نفسها معزولة أكثر عن الغرب طالما أنها لا تتخذ خطوات لإصلاح العلاقات مع الكتلة.
وفى تصريحات صحفية لسكاى نيوز عربية، فإن العضوة في البرلمان الأوروبي، فيديريكا ريس، قالت ": "منذ عام 2016 جمد البرلمان الأوروبي التفاوض بشأن دخول تركيا للاتحاد وهو يجدد ذلك سنويا".
وأضافت "نحن في طريق مسدود مع تركيا برئاسة أردوغان والتي تخطت حتى كوبا في معدل حبس الصحفيين. هناك انهيار في الحريات وفي الاقتصاد. الجميع في المؤتمر اتفق على التشخيص وعلى ضرورة التصرف للمضي قدما".
وذكر المعهد الدولي للصحافة أن عددا قياسيا عالميا من الصحفيين تجاوز 120 ما زال مسجونا في تركيا، كما أن وضع الإعلام في هذا البلد لم يتحسن منذ إنهاء حالة الطوارئ العام الماضي، والتي استمرت لمدة عامين.
يذكر أنه لا يوجد إجماع أوروبي على قبول تركيا كعضو أو شريك للاتحاد الأوروبي، وهذا يشكل تحديا كبيرا على مستقبل العلاقات مع تركيا وخصوصا الجانب التجاري والاستثماري على المدى المتوسط.
ووصلت السياسة الخارجية الأوروبية إلى أدنى مستوى، ودون الأداء المطلوب للتعامل مع تصرفات تركيا غير المرغوبة، فيما تراجع الحوار الأوروبي التركي إلى أدنى درجاته مما انعكس سلبيا على تركيا نظرا لأهمية الاتحاد الأوروبي بالنسبة لها.
كما أن تدهور الاقتصاد التركي، وتراجع نفوذ الحزب الحاكم مع وصول المعارضة إلى بلدية إسطنبول، أسبابا تحث الحكومة التركية على مراجعة علاقتها مع الجانب الأوروبي.
وكشف الهجوم التركي على شمال سوريا حجم الانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب، مما دفع الجانب الأوروبي لتجميد صادرات الأسلحة.
أما التنقيب عن الغاز شرقي المتوسط في شواطئ قبرص نتج عنه من مواقف أوروبية معارضة وخصوصا البنك الأوروبي تجاه الاستثمار في تركيا، إضافة إلى التوجه العسكري التركي نحو روسيا والتسلح بصواريخ إس 400 والابتعاد عن حلفائها في الناتو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة