فى الآونة الأخيرة انتشرت نوعية من الأغانى التى عرفت باسم "المهرجانات"، والتى قد ظهرت فى البداية فى الطبقات المتوسطة والمناطق الشعبية، ووسائل المواصلات وحفلات الزفاف الشعبية، لكنها استطاعت فى فترة وجيزة أن تنتشر وتتوغل لتصل لكل طبقات المجتمع، وأصبحت تسيطر بشكل أو بآخر على الذوق العام، ما أدى إلى سرعة اتخاذ قرار من قبل نقابة الموسيقيين متمثلة رئيسها الفنان هانى شاكر، بوقف جميع مطربى هذه النوعية من الأغانى، لكن يبقى السؤال هل تلك النوعية من الأغانى هى بالفعل من أفسدت الذوق العام؟ أم أن الذوق العام المسيطر على الساحة هو الذى ساهم فى نجاح مثل هذه الأغانى؟.
يقول الملحن حلمى بكر إننا لابد فى البداية أن نقوم المجتمع من الداخل، فهذه الأغانى بالفعل جريمة، وهى بوابة الممنوع، فدائما ما تذكرنى بالتجار فى العصر القديم الذين كانوا يحملون فى أيديهم صورا عارية، يروجون بها لبضاعتهم، وفكرة إطلاق لفظ مهرجانات على هذه النوعية من الأغانى جريمة أيضا، فمعنى كلمة مهرجان انتقاء أجمل الأشياء، فكيف لتلك الأغانى أن يطلق عليها مهرجانات، فالأغنية هى مراَة المجتمع كيف أن لمراَة المجتمع أن تحتوى على ألفاظ خارجة وأشياء مخلة للآداب، فالدمار القادم سيكون فى الأطفال إذا لم نسيطر على الوضع، فالأطفال يقومون بالتقليد الأعمى، فهذه الأغانى بالفعل أخطر من فيروس كورونا.
وأضاف بكر لابد من محاكمة كل من قدم هذا الفن الهابط، وبعد ذلك نرى من منهم يمكن أن نقومه، لأننا شئنا أم أبينا هناك أصوات لا بئس بها بينهم.
حلمى بكر
ومن جانب آخر قال الشاعر عادل سلامة نحن لا نستطيع أن نرمى اللوم كله فى انتشار الفن الردىء على صناع هذا النوع فقط، فهناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق صناع الفن الجيد، فمن لا يعجبه فن المهرجانات ينتج ويدعم الفن الجيد من وجهة نظره، فالمواجهة لابد أن تكون بالفن وليس بالمنع، فأنا أرى أنا المنع استسهال وسخافة ليس لها معنى ولا جدوى، ولا حتى تفيد بما يسمونه الذوق العام، فالحل لابد أن يكون من داخل الصناعة نفسها بزيادة إنتاج فن جيد، وزيادة عدد حفلات فى الأحياء والمحافظات لنشر الفن الجيد فى ربوع مصر.