تعد سفينة تيتانك التاريخية واحدة من المعالم الهامة الغارقة فى أعماق المحيطات التى تحظى باهتمام عالمى، وذلك لقيمة السفينة الثمينة تاريخيًا وأحداث غرقها المأساوية التى وثقتها هوليوود فى أحد أفلامها الشهيرة الذى حمل نفس الاسم، وفى إطار الجهود الدولية للحفاظ على ما تبقى من هيكل ومحتويات السفينة، أعلنت شركة الإنقاذ، التى تمكنت من انتشال أدوات فضية وأطقم مائدة صينية وعملات ذهبية من حطام السفينة تيتانيك، أنها تريد الآن انتشال جهاز البرق التلغرافى الذى بث نداءات الاستغاثة المحمومة من السفينة المنكوبة.
وفى هذا الصدد، استدعى محامو شركة "آر إم إس تيتانيك إنك"، شهودًا أمام قاض فيدرالى، الخميس، لإيضاح مبررات السماح للشركة بدخول جسم السفينة الذى يتآكل بسرعة لاستعادة الجهاز قبل أن يستحيل إنقاذه.
وقال ديفيد جاللو وهو خبير متقاعد فى علم المحيطات - كان يعمل لصالح معهد "وودز هول لعلوم المحيطات" والآن يعمل مستشارا لدى الشركة - "إن إحدى تلك القطع الأثرية النادرة مثل الإشارات المتوهجة (التى أطلقتها السفينة الغارقة)"، وأوضح جالو، الذى شهد أمام محكمة نورفولك فى فيرجينيا، أن إنقاذ الجهاز لن يمثل "سرقة خطيرة"، بل وسيلة للربط بين المواطنين وإرث السفينة، ولتكريم ركابها.
سفينة تيتانيك
ومن جهتها، قالت القاضية الأمريكية، ريبيكا بيتش سميث، التى تترأس المحكمة البحرية فى شؤون إنقاذ تيتانيك، إن الوقت لا يزال مبكرا للغاية لاتخاذ أى قرار بشأن المقترح، وأضافت أنها بحاجة لمزيد من التفاصيل واقترحت موعدا لجلسة استماع أخرى فى المستقبل.
يذكر أن السفينة تيتانيك كانت تبحر من بريطانيا إلى نيويورك عندما اصطدمت بجبل جليدى الساعة 11:40 مساء يوم الرابع عشر من أبريل 1912، وأرسلت السفينة الضخمة الفارهة نداءات استغاثة مستخدمة نظام برق لاسلكى كان جديدا إلى حد ما وقتها.
وتلقت سفن أخرى ومحطات استقبال الرسائل، التى كان منها: "نطلب دعمًا عاجلًا" و"اصطدمنا بجبل جليدى ونغرق" و"إننا نضع السيدات على متن القوارب"، وقد غرقت السفينة فى أقل من 3 ساعات وغرق معها ركابها البالغ عددهم 2208 راكبا إضافة إلى طاقمها، ولم ينج سوى 700 راكب.
كان فريق دولى بقيادة عالم المحيطات روبرت بالارد، قد حدد موقع الحطام عام 1985 فى قاع المحيط الأطلسى الشمالى، على بعد نحو 645 كيلو مترا قبالة نيوفاوندلاند - مقاطعة "نيوفنلند" - الكندية.
وتشرف شركة "آر إم إس تيتانيك إنك"، على مجموعة تضم الآلاف من القطع التى انتشالها من الموقع على مدار أعوام، باعتبارها المنقذ المعترف به قضائيًا أو القيم على القطع، فيما زعمت الشركة أن الوقت المتبقى لإنقاذ جهاز التلغراف ينفد.
يشار إلى جهاز التلغراف الخاص بتيتانيك المعروف باسم "صوت تيتانيك"، هو الجهاز الذى أرسل أيضا آخر نداءات السفينة، والجهاز موجود فى غرفة على سطح السفينة، وكانت قاعة ألعاب رياضية على الجانب الآخر من الدرج الرئيسى قد انهارت، كما بدأ السقف الذى يغطى الجهاز فى التحلل، وقال مدير برنامج البحث البحرى بالشركة، بول هنرى نارجوليت: "لست واثقا مما إذا كان عام 2020 سيمر دون أن ينهار السقف على كل شىء أم لا".