كالعاد، ومثل كل عام، تشهد وزارة الثقافة ختام سمبوزيوم أسوان وتشيد بمنحوتاته وتزور المتحف الدائم فى أسوان ثم تغادر كل ذلك ويعود المسئولون إلى مكاتبهم دون أن يجهدوا أنفسهم فى الاستفادة من هذه المنحوتات بشكل حقيقى بأن يستغلوها فى تجميل ميادين مصر.
وأنا لا أعرف فى الحقيقة لماذا تظل هذه الفكرة غائبة ولا يسعى أحد لتطبيقها وتحويلها إلى مشروع قومى، ما الذى سيرهق وزارة الثقافة وما الذى سيزعج الدكتورة إيناس عبد الدايم وأو يؤثر في صندوق التنمية الثقافية لو فكرت فى الأمر؟
أتذكر أننى منذ سنوات كتبت عن هذه الفكرة وطالبت وزارة الثقافة بأن تحاول الاستفادة من هذا المنتج ويومها أفادنى الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، بتطوير لما طرحته وقال فى اتصال هاتفى "أنه من خلال خبرته بمنحوتات سمبوزيوم أسوان من الأنسب ألا نوزع هذه المنحوتات على الميادين بشكل فردى، لأن كل تمثال منفرد ربما لا يؤدى الخدمة البصرية المنشودة منه، فبعض هذه التماثيل لا تخاطب الذوق العام بشكل مباشر، ولذا قدّم اقتراحين فى هذا الأمر، جاء الاقتراح الأول بأن تحتوى الميادين الكبيرة، على مجموعة من التماثيل، وليس تمثالًا واحدًا، بحيث تصنع حالة متكاملة تشبه المتحف المفتوح، والاقتراح الثانى أن نستعين بالأشجار والنباتات بالإضافة للتماثيل فى تزيين الميادين العامة".
أتمنى من وزاره الثقافة أن تتنبه لكل هذا الجمال المنتج على أرض مصر، وأن تأخذ خطوة للأمام من أجل مصر بما يليق بها من فخامة ورقى.