كشفت دراسة صينية نشرت اليوم بموقع "CNN" الإخبارى، إن فيروس كورونا الجديد أكثر عدوى من "سارس" أو "ميرس"، مضيفة أن هناك دراسة شاملة لأكثر من 72 ألف حالة مؤكدة ومشتبه فيها لفيروس كورونا الجديد من قبل علماء صينيين كشفت عن معلومات جديدة حول العدوى القاتلة التى أدت إلى توقف جزء كبير من البلاد، حيث تُعد هذه الدراسة، التى أجراها فريق من الخبراء فى المركز الصينى لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ونُشرت فى المجلة الصينية لعلم الأوبئة، أكبر وأشمل فحص لحالات فيروس كورونا.
وقد وجدت الدراسة أن فيروس كورونا الجديد أكثر انتشاراً من الفيروسات ذات الصلة "سارس" ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، ورغم أن فيروس كورونا الجديد والذى سمى "Covid-19"ليس قاتلاً على أساس كل حالة على حدة، إلا أن انتشاره الكبير أدى بالفعل إلى وفيات أكثر من الفيروسات الأخرى.
فحصت الدراسة الجديدة بيانات من 72.314 مريضاً، وتم تأكيد 44.672 حالة من حالات الإصابة بالفيروس (61.8%)، بالإضافة إلى 10567 حالة تم تشخيصها سريريًا (14.6%) و 16،186 حالة مشتبه فيها (22.4%)، وهناك 889 حالة إضافية، تم فحصها لم تظهر أي أعراض.
أما "الحالات المشخصة سريريًا"، فهي لمرضى يظهرون جميع أعراض فيروس كورونا "Covid-19"، لكنهم إما لم يتمكنوا من إجراء اختبار، أو يُعتقد أنه ظهرت لديهم نتائج سلبية عن طريق الخطأ.
ومن أصل 44.672 حالة مؤكدة، قال مركز السيطرة على الأمراض الصيني، إن هناك 1023 حالة وفاة، بمعدل وفيات قدره 2.3 %، وهو ما يتماشى مع الدراسات والتوقعات الأخرى. وبالمقارنة، كان معدل وفيات "سارس" 9.6 % خلال تفشي عام 2003، بينما أن "ميرس" لديه حالات وفاة بلغت 35%، ويبلغ معدل وفيات الإنفلونزا الموسمية، وهي معدية للغاية وتؤثر على عشرات الملايين من الناس، حوالي 0.1%، وفقاً لأحدث التقديرات الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكى.
وحذر خبراء من أن الأرقام المبكرة قد لا تروي القصة كاملة، وقد تنخفض معدلات الوفيات عندما يكتشف المسؤولون الحالات الأكثر اعتدالاً، والتي لا تتطلب الرعاية الطبية.
وقال دكتور أنتوني فوشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، لـCNN : إحساسي وشعور العديد من زملائي، هو أن معدل الوفيات في نهاية المطاف أقل من 2 %، مضيفا" إن ما لا يحسب على الأرجح هو وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض أو لديهم أعراض بسيطة.
وأضاف: "لذلك أعتقد أن النسبة القصوى تبلغ 2%، ومن المرجح أن تنخفض عندما يتم إجراء جميع عمليات العد إلى 1% أو أقل، مشيراً إلى أن هذا لا يزال كبيراً إذا نظرت إلى احتمال أن تتعامل مع وباء عالمي".
ونظراً لأن فيروس كورونا الجديد "Covid-19" قد أصاب أشخاصاً أكثر بكثير من الفيروسات التي تسببت في الإصابة بمرض "سارس" و"ميرس"، فقد تجاوز عدد الأشخاص الذين توفيوا بسببه، عدد حالات الوفيات التي تسبب بها "ميرس" و"سارس".
وأودى تفشي "سارس" بحياة 774 شخصاً، بينما تسبب "ميرس" بوفاة 828 شخصاً على الأقل منذ عام 2012، كما أدت الإنفلونزا إلى وفاة عدد أكبر بكثير من جميع هذه الفيروسات مجتمعة، وتقتل عشرات الآلاف من الناس في الولايات المتحدة سنوياً، كما أن الطبيعة المعدية للفيروس قد عرّضت العاملين الطبيين للخطر، وحتى 11 فبراير، تم الإبلاغ عن إصابة أكثر من 3000 من العاملين بالمستشفيات، أو المسعفين الطبيين الآخرين بالفيروس، من بينهم 1716 حالة تم تأكيدها من خلال اختبارات الحمض النووي، ومن الحالات المؤكدة، تسبب عدد صغير فقط بالوفاة أي حوالي 0.3%، وفقاً للمؤلفين.
ويأتي نشر الدراسة في الوقت الذي أشاد المسؤولون في الصين بما بدا أنه تحول في مكافحة الفيروس وخارج مقاطعة هوبي، مركز اندلاع المرض، انخفض عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها خلال الـ14 يوماً الماضية.
ومع ذلك، حذر العلماء سابقاً من أوبئة قائمة بذاتها في المدن الصينية، ولا تزال كل من بكين، وشنغهاي، تتقيدان بإجراءات مشددة للحماية من انتشار الفيروس.
وبينما انخفض عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها في الصين وبعض البلدان الأخرى، حذرّت منظمة الصحة العالمية (WHO) من ضرورة تحليل البيانات الجديدة "بحذر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة