عامان من الفن الراقى والهادف داخل الحرم الجامعى بجامعة القاهرة، والذى تنوع ما بين الفن والمسرح، وذلك تحت قيادة الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، فى إطار المواسم الفنية والثقافية التى تنظمها الجامعة على مدار العام الدراسى، حيث أرسلت وفود طلابية لحضور حفلات مسرحية الفنان محمد صبحى "خيبتنا لما فارقتنا"، التى تعرض على مسرح محمد صبحى بمدينة سما سنبل، كما سبق وحضر مجموعات أخرى من الطالبات والطلاب العروض المسرحية بالمسرح القومى ومسرح البالون، كما حضروا 30 عرضًا سينمائيًا بمهرجان القاهرة السينمائى الدولي.
كما تم تنظيم فعاليات مسابقة العروض المسرحية القصيرة التى يقدمها الطلاب على مستوى كليات الجامعة، وتضم 21 عرضًا مسرحيًا قصيرًا ، للتنافس على المراكز الثلاثة الأولى.
وفى هذا الإطار ،قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن قرار نقابة الموسيقيين بشأن منع أغانى المهرجانات قرار ايجابى ، موضحا أن جامعة القاهرة تنظم العديد من الحفلات فى الجامعة فى إطار المواسم الفنية والثقافية بالجامعة ، بحضور كبار المغنين من أصحاب الأغانى ذات القيم التى تتوافق مع الفن الراقى ، مؤكدا أن الجامعة تحظر التعامل مع مطربى المهرجانات وغيرهم من الخارجين على الذوق الراقى منذ عامين ، وأنه خلال العامين الماضيين لم يتم استضافة أى منهم ، ورفض مقترحات باستضافة بعضهم خلال العامين الماضيين بعض المقترحات ، بالإضافة إلى منع استخدام مكبرات الصوت والساوند سيستم التى كانت تذيع أغانى شعبية داخل الحرم والكليات.
وأضاف الخشت فى تصريح لـ" اليوم السابع" أن جامعة القاهرة تحرص على دعم المواهب داخل الجامعة من الطلاب ويتم اكتشاف مواهبهم من خلال مسرح الجامعة والمشاركة فى كافة الأنشطة الطلابية بالجامعة، وذلك إنطلاقا من أهمية الفن ودوره فى إعادة بناء الانسان وخاصة وأن الفن يحرر الوجدان، وينمى الشعور بالإبداع، كما أن الفن الهابط يعكس قوى التوحش والعشوائية.
وأكد رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة لديها إصرار فى دعم الثقافة والفنون بكافة أشكالها، وخلق مساحات لتطور الإبداع وتنميته، مؤكدا أن للفن رسالة سامية لابد أن تغزو كل أطياف الشعب المصرى، مشيرا إلى أن الفن هو الذى يحرر الوجدان من القبح والظلام والتطرف.
وتابع الدكتور محمد عثمان الخشت، أن الفن له الدور الأكبر فى تحرير الوجدان وإعادة بناء ملكة التذوق الجمالى، مؤكدًا أن جامعة القاهرة تدعم بكل قوة الأنشطة الطلابية المختلفة والفنون الراقية التى لابد أن تقتحم عقول الشباب لتنمية قدراتهم وتغيير طريقة تفكيرهم ورفع درجة وعيهم لمواجهة الأفكار المتطرفة والمساهمة فى الارتقاء بوطنهم، فالفن الأصيل ركن من أركان الدولة الوطنية وصناعة الحضارة والدخول فى عصر جديد.
واستطرد رئيس جامعة القاهرة ، أن الجامعة نهتم بالعروض المسرحية، لأن المسرح يثقل الوجدان ويوسع أفق الحياة، وله دور فعال ومؤثر على الارتقاء بالإنسان ثقافيًا وفكريًا، لما له من تأثيرات فنية وحضارية كبيرة، مؤكدا إيمانه بأهمية الفن ودوره فى تطوير العقل وبناء الوجدان، والحرص على نشر الفنون بين الطلاب ومشاركتهم فيها من خلال الأنشطة والمسابقات الفنية.
وأكد الدكتور محمد الخشت ،أن الفن يجب أن يقود عملية تحرير الوجدان من المشاعر والانفعالات العدمية، ودعم المشاعر المحبة للحياة؛ حتى نقضى على أحد أهم منابع وقود معارك الكراهية فى صراع الأيديولوجيات، ولا تقتصر عملية التحرير على "التطهير" بالمعنى الذى قصد إليه أرسطو فى كتابه (فن الشعر) عندما عرف الفن بأنه عملية تطهير. فالتحرير الذى نقصده ليس فقط تخلصا من انفعالات الشفقة والخوف أو حتى غيرها، بل هو دعم أيضا للمشاعر الإيجابية، أو هو بتعبير أدق "إعادة بناء للوجدان"، ومن ثم فهو ليس علاجا فقط، بل تنمية لمشاعر الإبداع من الخارج إلى الداخل، من العمل الفنى إلى الوجدان. ثم تنمية لمشاعر الإبداع من الداخل إلى الخارج، من الوجدان إلى تغيير الواقع المعاش.
وأوضح الدكتور محمد الخشت ، أن الفن هو البعد الغائب فى عملية الإصلاح، ويجب أن نتوقف عند ملفه وقفة استراتيجية كبرى؛ فدور الفن أكبر من أن يكون للمتعة والترفيه، وأكبر من أن يكون تطهيرا للوجدان، إن الفن الجميل له تأثير مفصلى فى تطهير الواقع، وتحويل الواقع الممكن إلى واقع معاش".
وطرح الدكتور الخشت ، حلول إزاء التأثير السيء للعمل الفنى السيء، إما أن يتم سد المنافذ أمام الفن السيء وصناعة فنا جميلا بديلا ونستغل عملية التقمص والمحاكاة الباطنية والتعاطف الرمزى فى تصدير قيم الجمال إلى الوجدان الجمعي، وتحويل الواقع الممكن البديل إلى واقع معاش، وإما أن نرفع درجة الوعى الذاتى فى العقل الجمعى لتنمية حركة (الوعى المتعالي) تجاه العمل الفنى حتى يكون لهذا العقل نفوذ فى إدارة الأفكار والمشاعر والانفعالات.
وحول خريطة الاحتفالات فى جامعة القاهرة، قال الخشت، أنه من المقرر أن تنظم الجامعة مسابقة للعروض المسرحية الطويلة خلال الفصل الدراسى الثاني، من خلال عرض 21 مسرحية من مختلف الكليات، وتستهدف هذه المسابقات اكتشاف واحتضان المواهب الشابة للطلاب بجميع الكليات، بالإضافة إلى تنظيم حفل للفنان عمر خيرت ، واوركسترا القاهرة السيمفوني.