الحب الطريق الأشهر إلى السعادة، لكنه أحيانا يكون طريقا إلى التجسس، كم من
العشيقات اتخذن من المحب سلما لتحصيل المعلومات، لم يفكرن في الخيانة، ولا في المشاعر، وقد رصد العالم الحديث عددا من أشهر الجاسوسات.
ماتا هارى
عاشت مارجريتا زيلى الشهيرة بـ "ماتا هارى" في الفترة بين (1876- 1917) فى هولندا، وكان انتقالها مع زوجها الضابط إلى جزيرة جاوة فى إندونيسيا بداية التحول فى حياتها، حيث انبهرت بالشرق وتعلمت الرقص الشرقى وتحولت إلى راقصة بعد موت ابنها وانصراف زوجها عنها، ثم رحلت إلى باريس باسم ماتا هارى وتخلت عن شخصيتها الأوروبية.
وحين وقعت الحرب العالمية الأولى وجدت ماتا هارى نفسها بلا مورد، فعادت إلى وطنها لتجد أمامها قنصل ألمانيا الذى قام بتجنيدها ضد الفرنسيين وطلب منها العودة لباريس، ولكنها وقعت فى حب ضابط روسى وقررت أن تتزوجه.
ومن أجل توفير المال اتصلت بالمخابرات الفرنسية، وأصبحت عميلة مزدوجة، وفى النهاية اكتشف الفرنسيون أمرها فتم اعتقالها وأعدمت رميا بالرصاص عام1917.
كريستين كيلر
كريستين كيلر (1942- 2017) صاحبة أشهر فضيحة هزت بريطانيا، حيث تسببت فى استقالة عشيقها وزير الحربية فى ذلك الوقت جون بروفومو وأسقطت حكومة ماكميلان، وذلك أثناء الحرب الباردة عندما قامت بنقل أسرار حربية بريطانية للمخابرات الروسية من خلال معرفتها بالملحق العسكرى السوفييتى برجين إيفانوف الذى طلب منها العمل كجاسوسة عندما علم بعلاقتها مع الوزير بروفومير.
ودخلت كريستين السجن لمدة قصيرة، ثم قامت بعمل أغنية حققت أرقام مبيعات مذهلة تروى كلماتها قصتها مع الوزير على أنغام البيانو فى شكل حوار ولكن من طرف واحد، أما الوزير ومنذ أن استقال فقد كرس حياته للأعمال الخيرية، بينما عاشت كريستين فى منطقة بالمساكن الشعبية فى حى بلندن بعد زيجتين فاشلتين وعدد من الأطفال.
أرمجارد شميدت
استطاعت أن تكون واحدة من أهم الجاسوسات فى جهاز المخابرات فى برلين الشرقية، فى خمسينيات القرن الماضى، حيث أصبحت سكرتيرة وعشيقة لواحد من أهم رجال المخابرات الأمريكة ما دفع القاضى الذى حوكمت أمامه لأن يحكم عليها بالسجن 5 أعوام، رغم أن الادعاء كان يطالب بسجنها 3 فقط.
فى عام 1958، بينما لم تكن "أرمجارد" تعدت الثلاثين من عمرها، حينما بدأت مهمتها "الخطيرة بالغة الجرأة"، استهلتها بسفرها إلى موسكو فى الشهور الأولى من ذلك العام، لتتلقى دورة تدريبية مكثفة للغاية، اكتسبت فيه مهارات مهمة ومختلفة، كالتدريب على التركيز فى التفاصيل الصغيرة، وشفرات جديدة للرسائل، واستعمال كاميرات بالغة الصغر، مثبتة فى خاتمها، وأخرى فى إصبع أحمر الشفاه، فضلا عن دراسات دقيقة بشأن الجيش الأمريكي، ودراسة شخصية الرجل الأمريكى نفسه، ما ولد داخلها يقينا بأن مهمتها غير عادية.
كانت الفكرة تعتمد على أن تتقدم أرمجارد إلى المخابرات الأمريكية فى برلين باسمها وشخصيتها الحقيقيين، على أنها عميلة تعمل لحساب مخابرات ألمانيا الشرقية، ووصف صالح الأمر بأنه "فكرة شديدة البساطة لكنها جهنمية عبقرية تتجلى فى نقطة تبدو مهمة إلى أقصى حد، وهى أن أرمجارد ليست حديثة العهد بالعمل فى المخابرات، وأن هناك احتمالا أن تكون المخابرات الأمريكية رصدتها وتعلم بنشاطها، وإذا تقدمت بصفتها الحقيقية فهذا تدعيم للمعلومات التى يمتلكها الأمريكيون وتقدم لهم صيدا صمينا وسيلا من المعلومات، وسيقدمون لها كل المعلومات التى تلزمها كى يصدق الأمريكيون حكايتها".
مارتيا لورينز
تحدثت الألمانية مارتيا لورينز باستفاضة فى كتابها الجديد "عزيزى كاسترو" الصادر فى كولونيا عن قصة حبها مع الزعيم الكوبى كاسترو فى نهاية الخمسينيات وفى ذروة العداء الأمريكى لكاسترو، وعقب أزمة الصواريخ الروسية، وما عرف بأزمة خليج الخنازير.
وفى إطار الدعاية لكتابها الذى خصصته العشيقة الألمانية لقصة حبها مع كاسترو، عرضت صوراً ولقطات للحظات حميمية مع الرئيس الكوبى ابان شهر العسل، الا ان أخطر ما كشفت عنه العشيقة الألمانية انها كانت جاسوسة للمخابرات المركزية الأمريكية التى استغلت شغف وتعلق كاسترو بها وجندتها للتجسس على الخصم العنيد اللدود، وتسجيل أنفاسه لصالح واشنطن.