نواصل قراءة مشروع (الهوية) الذى تقدمه الهيئة العامة لقصور الثقافة والمتمثل فى إعادة نشر 11 كتابًا تدور حول مصر وهويتها وشخصيتها ومن ذلك الكتاب الذى حمل رقم 6 "الشخصية الوطنية المصرية.. قراءة جديدة لتاريخ مصر" للدكتور طاهر عبد الحكيم.
يشير طاهر عبد الحكيم فى الكتاب إلى أن مصر شهدت العديد من الثورات العنيفة برغم ما يشاع عن المصريين من المهادنة والاستسلام وكانت أول ثورة فلاحية وقعت فى عام 2280 قبل الميلاد فى عهد بيبى الثانى وهى الثورة التى أمكن تسجيلها تاريخيا وقد استمرت الثورات مرورا باستشهاد المصريين فى ذروة اضطهادهم على يد الرومان بعد دخول الكنيسة المصرية فى صراع وطنى دينى ضد الكنيسة الغربية.
ويقدم طاهر عبد الحكيم فى الكتاب دراسة حول الاستمرارية التى اتسم بها تاريخ مصر الاجتماعى عبر حقبه المختلفة، ويقسم الكتاب إلى قسمين القسم الأول يتناول الشخصية المصرية فى ظل الدولة المركزية والشخصية المصرية فى ظل الملكية الخاصة راصدا رؤية أهم الاتجاهات العلمية الى الدولة المركزية وأسباب نشأة تلك الدولة العتيدة مثل الاتجاه البيئى الذى يعظم من دور البيئة النهرية فى نشأة الدولة المركزية والاتجاه الاجتماعي-الاقتصادى التى تركز على حركة العوامل الداخلية المكونة للظاهرة ويعطى الدور الحاسم لبروز المركزية للانقسام الطبقى فى المجتمع الزراعى البدائى.
ويرى طاهر عبد الحكيم أنه بتحليل مسار النضال القومى المصرى نجده ينقسم إلى حقبتين مختلفتين اختلافاً كيفياً، الحقبة الأولى: هى تلك الحقبة التى كان النضال القومى فى أثنائها يدور فى إطار نظام اجتماعى قوامه احتكار الدولة المركزية لوسائل الإنتاج، والحقبة الثانية هى تلك التى اتجه فيها النضال القومى لإنهاء احتكار الدولة المركزية لملكية وسائل الإنتاج ولإقرار مبدأ الملكية الفردية، وإرساء نظام سياسى ليبرالى، وتشكيل ثقافة علمانية، وفى ضوء هذا التقسيم فإنه يصبح من الممكن اكتشاف نقطة البدء الحقيقية لتاريخ مصر المعاصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة