غيب الموت ، اليوم، الاثنين، كاثرين جونسون ، عالمة الرياضيات الأمريكية، عن عمر يناهز 101 عام، والتى يطلق عليها لقب كمبيوتر يرتدى فستاناً، وأذكى امرأة في العالم، بعد أن أبهرت الجميع منذ أكثر من 50 عاماً، بإنجازاتها مع وكالة ناسا، التى لم يعرفها الكثيرون حول العالم، وكشف عنها الفيلم الأمريكى، أرقام مخفية، الذى تدور قصته عن حياتها وعملها باعتبارها أمريكية من أصل إفريقى، مع وكالة الاستخبارات الأمريكية، وفي أبحاث الفضاء.
وكانت وكالة ناسا احتفلت بعيد الميلاد المئوى للعالمة الشهيرة لكاثرين جونسون فى أغسطس 2018 ، التى تخرجت بشهادتين فى الرياضيات والفرنسية، من جامعة ولاية وست فرجينيا ، وكانت ثالث شابة أمريكية من أصول أفريقية تحصل على شهادة الدكتوراة في الرياضيات حيث تخرجت بمرتبة الشرف، وفق ناسا، وتمكنت العالمة الأمريكية ذات الأصل الأفريقى من التغلب على التمييز العنصرى والجنسى، لتصبح جزءًا حيويًا من برنامج الفضاء الأمريكى.
كاثرين، كرمها الرئيس الأمريكى، باراك أوباما في 2015 لمساهمتها فى رحلة الهبوط الأولى على القمر، وتم إدراجها فى قائمة بي بي سي لـ 100 امرأة الأكثر تأثيرا حول العالم، وتشجع الطلاب دائما على العمل فى مجال العلوم والتكنولوجيا، وهى متزوجة ولديها ثلاثة بنات.
وتخصصت جونسون بحسابات "الميكانيكا المدارية" والتي كانت عملية معقدة جدا وتحتاج إلى دقة مذهلة خاصة قبل توفر أجهزة الحاسوب التي نعرفها اليوم.
وكان مكتب التاريخ الرسمى التابع لناسا نشر فى عيد ميلادها المائة تغريدة يقول فيها : "نتمنى عيد ميلاد سعيد لكاثرين جى جونسون فى عيد ميلادها المئة، إذ عملت فى NASA_Langley كحاسوب بشرى ابتداء من عام 1953، وكانت حساباتها حاسمة لبرنامجنا الفضائى المبكر".
كاثرين فى عيد ميلادها المائة
وقامت جامعة ولاية وست فرجينيا فى 2018 احتفالا بعيد ملادها المائة بوضع تمثال جديد لها ، وأعلنت عن منحة دراسية باسمها.
جونسون ، ولدت فى منطقة ينابيع الكبريت البيضاء، بولاية فيرجينيا الغربية، حيث كانت مدارس الأمريكيين ذوى الأصول الإفريقية تقف عند الصف الثامن، فكان والدها المزارع جوشوا يذهب بها يومياً إلى مدرسة تبعد عن المنزل 120 ميلاً، حتى تستكمل تعليمها حتى المرحلة الثانوية، ولم تخيِّب ظنه، فقد تخرجت كاثرين فى الثانوية وعمرها 14 سنة، والتحقت بالجامعة فى سن18 سنة .
وبعد فترة قصيرة قضتها كمعلمة، حصلت جونسون في عام 1953 على وظيفة في مركز الأبحاث «لانجلى»، ليصبح لاحقاً مركز «ناسا»، وكان المطلوب من جونسون مجرد إدخال الأرقام في معادلات مهندسين طوال اليوم، إلا أن مهاراتها الرياضية، وتفكيرها الاستراتيجي جعلا منها موظفة مهمة في «المركز»، وطلبت منها مجموعة أبحاث الرحلات الفضائية - المؤلفة من الرجال فقط - أن تنضم إلى فريقها.
Our @NASA family is sad to learn the news that Katherine Johnson passed away this morning at 101 years old. She was an American hero and her pioneering legacy will never be forgotten. https://t.co/UPOqo0sLfb pic.twitter.com/AgtxRnA89h
— Jim Bridenstine (@JimBridenstine) February 24, 2020
وأسهمت جونسون في رسم خريطة مسار رحلة آلان شيبرد، الذى أصبح أول رائد فضاء أمريكى فى عام 1961، وطلب جون جلين بنفسه أن تتحقق كاثرين من حسابات الكمبيوتر في إطلاق رحلته إلى الفضاء عام 1962، وأيضاً مسار رحلة «أبولو 11» إلى القمر عام 1969 وقد عملت جونسون في برنامج المكوك الفضائى، والأقمار الاصطناعية لموارد الأرض.
ومن تصريحات جونسون السابقة عن حياتها : كان المسار الأولى على شكل قطع، وكان من السهل التكهن بموقعه عند أى نقطة، وفى وقت مبكر، وعندما طلبت ناسا أن تهبط الكبسولة فى مكان محدد، كانوا يحاولون حساب الموعد المناسب للإطلاق، وقلت: اسمحوا لى بذلك، أخبرونى متى وأين ترغبون فى هبوطها، وبالعودة إلى الوراء سأحدد لكم متى يجب أن تقلع.
وبزيادة عدد الرحلات الفضائية أصبح الأمر أكثر تعقيداً، مع الكثير من المتغيرات التى تنطوى على الموقع ودوران الأرض والقمر، لتنجز المركبات مداراتها، وبحلول الوقت، الذى كان جون جلين يستعد فيه للدوران حول الأرض، كانت ناسا قد بدأت بالاعتماد على أجهزة الحاسوب.
وحصلت على الميدالية الرئاسية للحرية في عام 2015 ، وتحولت قصة حياتها إلى فيلم "شخصيات خفية" في عام 2016.
فيلم "شخصيات خفية" عن كاثرين فى 2016
ومن أقوال جونسون ايضا : يمكن أن تنجز الكثير من الأعمال - وبشكل أسرع بكثير بفضل الحاسوب، لكن حينما اتجهت (ناسا) نحو أجهزة الكمبيوتر، كانوا يستدعونني باستمرار، قائلين: (أخبروها أن تتحقق، وترى ما إذا كانت المسارات التي حسبتها الأجهزة صحيحة)، لذلك راجعت تلك الحسابات، وكانت صحيحة.
وأوضحت جونسون فى أقوالها عن حياتها العلمية : أن الإنجاز الأكثر فخراً لها، كان تحديد نافذة إطلاق مركبة «أبولو 11»، ففى حين كان العالم يشاهد قدمي نيل أرمسترونغ تطآن سطح القمر للمرة الأولى، في 20 يوليو 1969، «كان يساورنا قلق - حقيقةً - حول مغادرته القمر، والعودة إلى الأرض، وكان عليه أن يفعل تماماً ما طلبنا منه، فلو أخطأ بدرجة واحدة، لما استطاع الدخول إلى المدار».
وتابعت ضاحكة: «كنت أشاهد التلفزيون، وقلت لنفسى : (لعمري، آمل أن يكون قد فهم ذلك بطريقة صحيحة)، وكنت جالسة هناك، وأتمنى أنني كنت أنا أيضاً على حق».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة