المزايدون، ومشعلو الفتن فى قطاع كرة القدم، أعطوا الخونة، الفرصة الكاملة لتحويل اللعبة الشعبية الأولى، من التسلية والترفيه وإدخال البهجة والسعادة للمصريين، إلى خنجر مسموم يتم غرسه فى ظهر الوطن.. ورأينا كيف استغلت جماعة الضلال «الإخوان» ورفاقها من مرضى التثور اللاإرادى، ملاعب الكرة لتوظيفها سياسيا، وإثارة القلاقل، من خلال اختراق الروابط، وتوظيف الشعبية الجارفة لنادى، الأهلى والزمالك سياسيا.
جماعات الضلال، استطاعت أيضا استثمار الحالة الصاخبة والزاعقة للمسؤولين عن إدارة كرة القدم المصرية، سواء الأندية أو الاتحاد، ولاعبين ومدربين وخبراء، وإظهار مراهقة إدارية لم تشهدها ساحة كرة القدم من قبل، لتحقيق مكاسب شخصية من شهرة والبقاء على مقاعد المسؤولية، والظهور أمام الجماهير باعتبارهم حماة النادى والمدافعين عن حقوقه، بكل قوة وجسارة، فانزلقوا جميعا بأقدامهم فى أتون نار التصريحات غير المسؤولة التى تتصادم مع كل قواعد المنطق والعقل، وتقدير الموقف.
التصريحات غير المسؤولة، والخروج الفج عن النص بشكل دائم ومتكرر، تتلقفه برامج التوك شو الرياضية، ليلا، وتبدأ فى دس السم، وإشعال نار الفتنة، فى انخفاض مزعج لمنسوب الوعى، وطمعا فى تحقيق عدد كبيرمن المشاهدات، من خلال استضافة أشخاص يفتقدون القدرة على قراءة المشهد السياسى، وعدم الإلمام بتقديرات الموقف، وأنه عند اشتعال النار لن ينجو من مصير الحرق واحدا، فالجميع سيدفع الثمن!!
نعم، كرة القدم المصرية، وقعت مؤخرا بين أنياب، مسؤولى أندية يخوضون معركة فرض إرادات، وتحقيق انتصارات شعبية زائفة، ومسؤولين عن اللعبة، قليلو الخبرة، يتعاملون مع ملف إدارة صناعة كرة القدم، بعقلية «المشجع»، فيغيب الالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة للعبة، فى التطبيق، فتخرج مجاملات صارخة، تتسبب فى إثارة وسخط الجماهير، وتبدأ روابط الأندية فى تسيس الأمر لإشعال الفتن.
الجميع مدان، ولا أستثنى أحدا من أطراف معادلة اللعبة، سواء الأندية أو الاتحاد أو وزارة الشباب والرياضة أو مقدمى وضيوف برامج التوك شو الرياضية، مما يحدث من «تهريج» حقيقى فى ملاعب كرة القدم، وانعكاسه الخطير على أمن واستقرار البلاد.
لذلك، بات قرار تجميد لعبة كرة القدم، أمرا حتميا، وفقه الضرورة، لتختفى ظاهرة الألتراس، ويتوارى رؤساء الأندية ومسؤولو الجبلاية الباحثين عن الشهرة، عن المشهد نهائيا، ويجلس مقدمو وضيوف برامج التوك شو الرياضية فى منازلهم دون عمل، ونلغى حقيبة وزارة الشباب والرياضة، وتوفير مخصصاتها، ونكتفى فقط بالألعاب الفردية التى ترفع علم مصر عاليا فى المحافل الدولية، بدلا من القتل ونزيف الدم والفضائح وقلة القيمة التى سببتها لعبة كرة القدم.
نعم للمرة الثالثة، وفى هذه المساحة، أطالب بتجميد نشاط كرة القدم، وحذرنا مرارا وتكرارا، فى هذه المساحة، من أن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، وأن المسؤولين عن إدارة اللعبة، والجماهير يفكرون «بأقدامهم» وليس «عقولهم» مما تتمخض عنها نتائج خطيرة، وغير مسؤولة، وما حدث عقب مباراة السوبر بين قطبى الكرة التى أقيمت فى دولة الإمارات الشقيقة، من أحداث عبثية مسيئة، لا يمكن قبولها، وتُعجل بتدخل جراحى حاسم، أقلها التجميد!!