أكرم القصاص

جنة مجدى يعقوب التى يسكنها الإيمان والرحمة.. كأنما أحيا الناس جميعا

الثلاثاء، 25 فبراير 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال رحلته مع الطب والعلم أنقذ مجدى يعقوب بشكل مباشر عشرات الآلاف من المرضى أنهى معاناتهم وخفف آلامهم وأحياهم وجبر خواطرهم، وبشكل غير مباشر ساهمت أبحاث الدكتور مجدى يعقوب فى إنقاذ عشرات الملايين من البشر بل مليارات، لأن أبحاثه مستمرة وكانت بذرة لأبحاث أخرى. مليارات أيضا باعتبار أن العلّامة ساهم فى تعليم آلاف من الأطباء والباحثين، علمهم الطب والأخلاق والإنسانية، وكل من هؤلاء يصبح بذرة للطب والعلم والإنسانية. 
 
مجدى يعقوب لم يحتكر العلم ولم يتاجر به، بل إنه جعله فى خدمة البشر، ويقول بوضوح «أريد أن أعطى ما لدى من علم للشباب ولا أريد أن أرحل ومعى شىء». هذا الرجل سبق له أن كان هناك أحد الإرهابيين المتطرفين من أصحاب الفكر الظلامي، كان متورطا فى قتل أقباط.
 
القصة ذكرها الدكتور صبرة القاسمى فى «البوابة» وقال إن إرهابيا فى التسعينيات، أدين بقتل أقباط وسرقة محلاتهم، عقب صدور حكم بإعدامه، اكتشفت وزارة الداخلية إصابة الإرهابى بمرض فى القلب، تزامن ذلك مع زيارة مجدى يعقوب لمصر وقتها. وطلبت الداخلية من الدكتور مجدى يعقوب، علاج الإرهابى المدان، مع توضيح التهمة المدان فيها وهى قتل أقباط وسرقة ممتلكاتهم، مع تأكيدها على تحمل تكاليف العلاج كاملة، وتفهم رغبته كاملة إذا رفض أن يعالج المريض إلا أن يعقوب أصر على علاج الإرهابى على نفقته الشخصية.
 
ورد يعقوب «أنا رجل علم.. أعالج الناس جميعًا.. لا أحاسبهم على ما فعلوا أو ما سيفعلون؟ مهامى فى الحياة أن أعمل على شفاء الناس.. ولا يوجد مثل هذا الكلام فى العلم.. وأنا رجل علم.. وسأعالج الرجل على نفقتى الشخصية» وطلب نقل الإرهابى المريض إلى مستشفى خاص لزيادة الإمكانيات ويتحمل هو تكاليفها كاملة، وأجرى العملية للإرهابى، وأجّل سفره حتى تستقر حالته، وأعطاه حقيبة أدوية، لمدة ثلاثة شهور بعدها يمارس حياته الطبيعية، وخففت محكمة الاستئناف حكم الإعدام إلى خمسة عشر عامًا. وقال «القاسمى» إن الواقعة ثابتة، ولم يذكرها مجدى يعقوب لأحد وكأنه لم يفعل شيئا.
 
مجدى يعقوب أسطورة الطب فى العالم صاحب أكبر الدرجات العلمية والأوسمة، يرتدى حذاء رياضيا، وأزعم أنه أكثر من خمس سنوات وأتذكر أننى كنت أحكّم فى مسابقة «سيمنس للأعمال الصحفية» وكانت الدورة باسم الدكتور يعقوب ولفت نظرى أنه كان يرتدى نفس الحذاء. وشرفت بمرافقته فى اجتماعات الجامعة البريطانية وفى افتتاح توسعات مركز أسوان للقلب وكان بنفس التواضع والعظمة. 
 
وبعد كل هذا يأتى بعض متطرفى الظلام وأصحاب فتاوى المهرجانات، ليناقشوا قضية تافهة ويقزموا من قيمة ما قدمه هذا الرجل للعالم ولمصر وللفقراء والمرضى. هذا الرجل الذى أحيا نفوسا وأراح قلوبا وأوراحا، لا ينتظر شهادة من « لطخ» هنا أو هناك، فهؤلاء لا يمكن لعقولهم أن تصل إلى درجة من جنة مجدى يعقوب، الرجل الذى أجاب عليهم بأنه وهو يفعل الخير ويخفف الآلام يرى نفسه فى الجنة بينما نفس هؤلاء «اللطوخ» كانوا وما زالوا يفتون بالقتل والتفجير والسرقة، باسم الجنة، وكل الإيمان والأديان منهم براء. 
 
بالفعل هذه جنة مجدى يعقوب التى لن يراها هؤلاء «اللطوخ«، والتى نتمنى أن تسود العالم بالخير والإيمان الحقيقي. والرحمة والإنسانية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة