نواصل قراءة مشروع "الهوية" الذى يبحث عن شخصية مصر وهويتها، وتقدمه الهيئة العامة لقصور الثقافة ونتوقف عن كتاب "فى أصول المسألة المصرية" لـ صبحى وحيدة.
صدر الكتاب فى سنة 1950 وقسمه المؤلف إلى خمسة فصول، الفصل الأول عنوانه "الفتح العربى"، ويشرح فيه التحولات العالمية التى لحقت بحضارة البحر المتوسط وانتقال مركز التجارة العالمية إلى المحيط الأطلنطى، وهو ما قطع مصر عن علاقتها بالغرب القديم وبقيت بعيدا عن التطورات الاقتصادية والفكرية والاجتماعية التى حدثت فيه.
والفصل الثانى"حكم المغل"، ويقصد بهم المماليك ونظم حكمهم ووضع الاقتصاد المصرى فى زمانهم وما قاد إليه اضطراب حكمهم من كوارث حلت بالاقتصاد المصرى، وهو يحلل الأسباب ويلقى ضوءً مهما على عصر المماليك ودور المصريين فى ظل هذا الحكم.
الفصل الثالث، عنوانه "الموجة الغربية" ويتناول النهضة الأوروبية الحديثة وعلاقة أوروبا بالسلطنة العثمانية وأثر ذلك فى حياة المصريين خصوصا الاقتصادية تحت حكم محمد على وعباس وسعيد وإسماعيل.
ويناقش الفصل الرابع، وعنوانه "أعراض المراهقة" تأثير الموجة الغربية على حالة مصر الفكرية والاقتصادية والاجتماعية وما عانته البلاد من حالة ضعف وإهمال شؤونها، ويرى فى الصناعة ونهوضها سبيل نهضة مصر وأساس التقدم فى الحضارة الحديثة.
ويعرض الفصل الخامس، وعنوانه "عقدة النقص" للأفكار الفاسدة التى تتحكم فى الحياة المصرية، وأهمها ما يُقال عن تعود الاستبداد والخلط بين الشئون الروحية والزمانية والاعتقاد فى الخرافات والقصور عن الاقتصاد الصناعى والتأرجح بين قيم الشرق وقيم الغرب. ويرى المؤلف أن السبب الرئيسى للظروف الحاضرة التى تعيشها مصر – عام 1950 – ليس إلا فقر الدم الاقتصادى الذى أصابها تحت حكم المماليك.
ويرى المؤلف أن المجتمع المصرى ما زال بعد مجتمعا عربى الأفق والروح والتفكير، وأغلب نوابغه فى قيادة الحركة القومية كالعقاد وهيكل وطه حسين، يكتبون عن "الصديق أبو بكر وعبقرية على وعلى هامش السيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة