100 رواية عربية.. "العصفورية" لـ غازى القصيبى "خذ الحكمة من أفواه المجانين"

الخميس، 27 فبراير 2020 06:05 ص
100 رواية عربية.. "العصفورية" لـ غازى القصيبى "خذ الحكمة من أفواه المجانين" غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ومع هذا، يا حكيم ما أكثر الذين يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء، يحكمون على كل إنسان ويبتون فى كل قضية ويفتون فى كل معضلة، تصور غرور هذا المخلوق الذى يعيش فى مجموعة شمسية يحتاج الضوء إلى أكثر من 2700 سنة لكى يصل إلى منتصفها، وهناك غيرها مليون مجموعة شمسية أخرى، أقول تصور غرور هذا المخلوق الذى يعيش فى هذا الكون الشاسع ويعتقد أنه يعرف كل شيء، سبح لخالق هذا الملكوت، يا دكتور، واركع واسجد واخش".
 
العصفورية
 
تعد رواية العصفورية للكاتب السعودى غازى القصيبى واحدة من أشهر الروايات العربية، وقد صدرت في عام 1996، واختارها التحاد الناشرين العرب، ضمن أفضل مائة رواية عربية صدرت في القرن العشرين.
وتدور أحداث الرواية في "العصفورية " مستشفى الأمراض النفسية، وبطلها البرفسور الذى كان واحد ممن دخل هذه المصحة، جلسات من التفريغ والكلام مع طبيبه النفسى المعالج أو ربما هو حوار طويل جدا لكنه يغلب عليه القالب الساخر، تستطيع القول أنه لم يترك شيئا فى العالم العربى و الغربى إلا وأتى على ذكره بطريقة ما، الرواية غنية بالأفكار و المعلومات المتنوعة عن أحداث و شخصيات كبيرة معروفة سواء أكانت شخصيات سياسية، فكرية، علمية، فهى عبارة عن موسوعة معرفية ثقافية زاخرة بمعلومات منوعة وسريعة عن أناس قد تكون سمعت بأسمائهم ولم تسنح لك الفرصة لمعرفتهم.
تنطلق الرواية من فكرة خذوا الحكمة من أفواه المجانين" وكأن القصيبى حاول من خلال هذه العصفورية التأكيد على انطباق هذه المقولة انطباقاً لا يقبل الشك أو الجدل، كيف لا والمجنون بروفسور، هو موسوعة علمية أدبية ثقافية اجتماعية، وهو دائرة حياة قطبها هو الإنسان العربستانى الدائر فى رحى زمانه المشرد فى عربستانة القلق... المنزرع بالتناقضات التى أورثت الجنون... ماذا أراد القصيبى القابع خلف بروفسوره المجنون؟!! يحركه... يلقنه عبارات... ويلبسه أدواراً ليقول بأسلوبه الساخر الذى يشوبه الألم شيئاً كثيراً مما يدور فى كواليس هذا العربستان... وليبوح بآلام ذاك العربستانى الذى أضحى ودون أن يدرى ذاك المجنون الحكيم... أو ذاك الحكيم المجنون (والحكيم من الحكمة)... أو أنه العاقل فى دولة المجانين...؟!!
 
غازى القصيبى
 
يقول الطيب صالح فى تعليقه على الكتاب :
(غازى القصيبى صنع رسالة غفران لزماننا على غرار رسالة الغفران لأبى العلاء المعرى) "فروايته «شقة الحرية» وكذلك «العصفورية» شكلتا منعطفاً مفصلياً فى تاريخ الأدب العربى المعاصر وليس السعودى وحده، وهو ما شجّع قوافل كتّاب القصة وكاتباتها نحو الانطلاق، بملامسته المسكوت عنه فى نفسية جيله المنفتح فى عقد الستينات، على التجارب السياسية والأفكار الآيديولوجية، قبل أن يعود ورفاقه من القاهرة وبيروت والولايات المتحدة الأميركية؛ لمواصلة مسار التنظيم فى مؤسسات الدولة والمجتمع، والتحديث فى حركة الثقافة والتعليم الجامعى فى المملكة."






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة