أدى تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا القاتل وتفشيه فى عدد كبير من دول العالم، إلى اتخاذ دول العالم عددا من الإجراءات الوقائية من أجل الحد من انتشار الفيروس على أراضيها، ومنها ما أعلنت عنه المملكة العربية السعودية، حيث قررت تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً، وذلك كإجراء احترازي على خلفية انتشار فيروس كورونا الجديد (19-COVID).
وسط مخاوف من تعطل موسم الحج لهذا العام نتيجة تفشى الفيروس، أكد عدد من علماء المسلمين على عدم جواز تعطيل الفريضة إلا بموجب أسباب كبرى بينها انتشار الأوبئة، وهى الواقعة التي لن تكون الأولى حال حدوثها حيث يذكر عدد كبير من المؤرخون أن شعائر فريضة الحج تعطلت على مر التاريخ حوالى 40 مرة.
وكانت أول هذه المواسم التي تعطل فيها الحج جزئيا أو كليا جرى فى عام 940 ميلادية، وكان بسبب هجوم القرامطة وسفكهم دماء حجاج بيت الله، واقتلاعهم بعد مذبحة رهيبة الحجر الأسود ونقله إلى مدينة "هجر" بالبحرين.
وتبعا لذلك، تقول كتب التاريخ إن موسم الحج تعطل بعد واقعة سرقة الحجر الأسود لعدة سنوات، يقال إنها بلغت 10 أعوام، لم تؤد فيها مناسك الحج.
الموسم التى الذى تعطل فيه الحج جرى في عام 968 ميلادية، ويقول ابن كثير إن هذا الداء انتشر في مكة المكرمة "فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج".
وفي عام 1000 ميلادية انقطع المصريين عن الحج فى عهد العزيز بالله الفاطمي بسبب شدة الغلاء، كذلك تقرر الأمر في عام 1028 ميلادية، كما ولم يتمكن المصريون من أداء فريضة الحج في عام 1168 بسبب حرب داخلية.
وتعطل موسم الحج في عام 1030 ميلادية، حيث لم يؤد الفريضة إلا مجموعة من العراق، وانقطع أهل العراق وخراسان والشام ومصر عن الحج في موسم عام 1039 ميلادية.
أما آخر التواريخ التي تعطل فيها الحج جزئيا أو كليا، فيعود إلى عام 1799، حيث توثقت قوافل الحجيج أثناء الحملة الفرنسية لانعدام الأمن على الطرقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة