استمع مجلس الأمن الدولى أمس الخميس إلى نداء وجهته نساء تقطعت بهن السبل وسط القتال العنيف فى شمال غرب سوريا وجاء فيه "كل ما نطلبه، هو وقف هذه المأساة، ووقف أعمال القتل. نريد الحق فى الحياة"، حيث نقلت هذه الرسالة أورسولا مولر نائبة مسؤول الإغاثة فى الأمم المتحدة والتى تحدثت عبر رابط فيديو مع 14 إمرأة سورية في إدلب وشمال حلب الأسبوع الماضي.
ويتصاعد القتال في إدلب بين القوات الحكومية المدعومة من روسيا ومقاتلي المعارضة السورية المدعومين من تركيا.
وقالت مولر "قلن إن ما يحدث في شمال غرب سوريا يفوق الخيال. ولا يمكن أن يتحمله بشر. لقد أبلغنني بأن هناك أطفالا يعانون الصدمة لدرجة أنهم توقفوا عن الكلام".
وبدعم جوي روسي، تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة آخر منطقة كبيرة تسيطر عليها المعارضة في سوريا بعد مرور تسع سنوات على بدء الحرب. وأرسلت تركيا الآلاف من القوات والمعدات العسكرية الثقيلة إلى منطقة إدلب في توغل غير مسبوق لدعم مقاتلي المعارضة.
وفر ما يقرب من مليون سوري خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو أكبر نزوح في هذا الصراع.
وقالت مولر وهنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لمجلس الأمن الدولي إن مستشفيات ومدارس ومخيمات للأسر النازحة أصيبت في القتال الأخير.
وقالت فور "سمعنا وقرأنا تقارير عن أطفال تجمدوا حتى الموت". وأضافت "عندما ينفد الخشب، تحرق الأسر كل ما يمكنها أن تجده مثل أكياس البلاستيك والقمامة والأثاث المهمل لمجرد توفير أي قدر ضئيل من الدفء لمقاومة البرد أو لإشعال حريق بسيط لطهي أي طعام يمكن أن يجدوه".
وفي دفاعه عن دور موسكو في النزاع، تساءل السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن سبب عدم استعداد الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بشكل أكبر للتعامل مع ملايين النازحين في إدلب خلال فصل الشتاء.
وقال "لدى العاملين في المجال الإنساني الكثير من الموارد، فلماذا لم يتم حل هذه المشكلة؟"
ورد نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جوناثان ألين قائلا "الجواب هو لأنهم يتعرضون للقصف، ويتعرضون للهجوم. من الصعب للغاية بالفعل تقديم المساعدة لأناس في هذه الظروف".
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إن إنهاء الأزمة الإنسانية في شمال غرب سوريا يتطلب تركيز كل الجهود على إرساء وقف دائم لإطلاق النار يمكن التحقق منه.
وقالت أمام المجلس "سيتطلب هذا من روسيا أن توقف طائراتها على الفور وأن تأمر النظام بسحب قواته".
لكن نيبينزيا قال "الحل الوحيد طويل الأجل لمشكلة إدلب... وسوريا عامة هو الطرد النهائي والذي لا رجعة فيه لجميع الإرهابيين من البلاد. ورجاء لا تقولوا لنا إننا نضخم المشكلة".
ودعت كل من مولر وفور إلى تحرك في المجلس الذي لا يزال منقسما بشأن كيفية التعامل مع قضية سوريا. واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد 14 مشروع قرار خلال الحرب.
وقالت فور "ملايين الأطفال السوريين يبكون الليلة من الجوع والبرد، ومن الجروح والألم، ومن الخوف والضياع والأسى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة