أنهت بعثة الصندوق الدولى للتنمية الزراعية "إيفاد"، المعاينات على أرض الواقع للبدء فى إطلاق العمل بمشروع تعزيز القدرات على الموائمة فى البيئات الصحراوية، "برايد"، الممول من الصندوق بمبلغ 61 مليون دولار، أى ما يتجاوز المليار جنيه مصري، والذى سيتم تنفيذه على مدار 7 سنوات، لدعم أهالى محافظة مطروح، خاصة سكان المناطق الصحراوية والنائية، بالمشروعات التنموية التى تساعد على الاستقرار والتنمية، ويتضمن مشروعات زراعية، وحفر آبار لحصاد مياه الأمطار، ورصف الطرق وإنشاء وحدات صحية ومدارس، وأنشطة لتنمية المرأة وإيجاد فرص عمل ومحو الأمية، وغيرها من المشروعات، التى تستهدف حوالى 37 أسرة.
وشهد الأسبوع الماضي، زيارة بعثة الصندوق الدولى للتنمية الزراعية "إيفاد"، التى استمرت على مدار الأسبوع، لإجراء معاينات على الطبيعة للمناطق المختلفة، ومطابقة المخططات التنفيذي، وإضافة مناطق جديدة للاستفادة من المشروع، ورافق البعثة، الدكتور نعيم مصلحى رئيس مركز بحوث الصحراء إلى محافظة مطروح، وبحضور الدكتور بيتر كريساتنسن رئيس البعثة والدكتورة دينا صالح المدير الإقليمى للصندوق الدولى للتنمية الزراعية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، والدكتور عبد الله زغلول نائب رئيس مركز بحوث الصحراء، والمهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، ودكتورة ريكى وإليسا ومحمد الغزالى ومحمد عبد اللطيف خبراء صندوق الإيفاد.
وتتضمن مخططات المشروع، التى تم وضعها بالتعاون بين وزارة الزراعة، ممثلة فى مركز بحوث الصحراء وصندوق "إفاد" إنشاء 6 آلاف بئر لتخزين وحصاد 5 ملايين متر مكعب من مياه الأمطار، وتحسين وتنمية الثروة الحيوانية، و تنمية المرأة البدوية من خلال إقامة مشروعات صغيرة مدرة للدخل، لاستهداف الأسر البدوية مباشرة، بالإضافة إلى بناء عدد من مدارس التعليم الفنى والتعليم الأساسى بالمنطقة الواقعة بين مدينة الضبعة ومدينة السلوم غرباً وواحة سيوة ومنطقة المغرة جنوب مدينة العلمين، مع إنشاء شبكة طرق لربط التجمعات الصحراوية.
وأكد الدكتور نعيم مصلحى رئيس مركز بحوث الصحراء، أن الدولة تولى اهتماماً كبيراً لتحقيق التنمية الحقيقية، فى كافة المجالات وفى جميع المناطق، خاصة التنمية الزراعية والثروة الحيوانية، ومن بين هذه المناطق محافظة مطروح، وأن مشروع "برايد" ممول من "الإيفاد" ويوجه أنشطته إلى الاستثمار فى البشر وتنمية القدرات للمزارعين والمرأة الريفية، بأساليب الزراعة المتطورة، والصناعات الصغيرة، التى تساهم فى تعظيم العائد الاقتصادي، ورفع مستوى معيشة أبناء المحافظة، لافتاً إلى أن أنشطة المشروع، تشمل أيضا تنمية الثروة الحيوانية، والنباتية بالمحافظة.
وأوضح " مصيلحي" أنه من خلال المشروع وبالتنسيق مع وزارات التنمية المحلية والتعليم والصحة، سيتم إنشاء عدد من المدارس المتنوعة، والمستشفيات لتقديم الرعاية الصحية بصفة مستمرة طوال العام، وتنظيم دورات تدريبية، لرفع كفاءة وقدرات المزارعين والمرأة الريفية.
وأكد رئيس مركز بحوث الصحراء، على أهمية الدور الذى يقوم به الصندوق الدولى للتنمية الزراعية (إيفاد) ومساهماته الجادة فى النهوض بقطاع الزراعة المصرية، من خلال تمويله لعدد من المشروعات التنموية فى مجال الزراعة، لافتا إلى أهمية تخصيص تمويل أحد هذه المشروعات لمحافظة مطروح، باعتبارها البوابة الغربية لمصر، من خلال مركز بحوث الصحراء وبالتنسيق والتعاون مع محافظة مطروح. والدعم المستمر من اللواء خالد شعيب محافظ مطروح.
وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء، أن أبرز ما يميز هذا المشروع، هو التكامل بين العديد من الأنشطة، حيث سيتم تنفيذ أنشطة تتعلق بالمنطقة الممتدة من غرب مدينة الضبعة وحتى وحتى مدينة السلوم غرباً، وهى المناطق التى تعتمد على الأمطار، وسيتم تنفيذ أنشطة تتعلق بحصاد مياه الأمطار وتنمية وتأهيل الوديان، وتطهير الآبار الرومانية القديمة، وتنمية المراعى والثروة الحيوانية والرعاية البيطرية، وإنشاء المدارس، ووحدات صحية ثابتة ومتنقلة وفصول لمحو الأمية وإنشاء وتمهيد الطرق للربط بين المجتمعات والقرى والنجوع.
وأكدت الدكتورة دينا صالح مدير مكتب إيفاد لشمال إفريقا والشرق الأوسط، أن مشروع "برايد" يهدف إلى خفض مستوى الفقر وتحسين الأمن الغذائى لـ 36 ألف أسرة بمطروح، من الفئات الأكثر احتياجا، خلال 7 سنوات كنموذج للمشروعات المشتركة.
وقدمت الشكر لجميع الجهات المتعاونة، من أجل دعم عمل الصندوق فى مصر، وبذل مزيد من الجهود، مع تطلع الصندوق للتعاون فى إطار خطة التنمية الإستراتيجية المصرية 2030 لمواجهة الفقر، وزيادة الفرص التسويقية والحياة الكريمة قائله "برايد تعنى الفخر كمثل يحتذى به فى خطوات التنمية".
وقال الدكتور عبد الله زغلول نائب رئيس مركز بحوث الصحراء، أن الهدف الرئيسى للمشروع، هو تخفيف حدة الفقر، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين من أبناء مطروح وسيوه ومنطقة جنوب العلمين، من خلال تنفيذ حزمة من الأنشطة التى تحقق التنمية المستدامة فى مناطق عمل المشروع.
وأكد "زغلول" على أنه سيتم أيضا تنفيذ أنشطة تتعلق بالتنمية الزراعية بواحة سيوة، وكذلك أنشطة تتعلق بالصحة والتغذية السليمة والتعليم، وإجراء دراسة مستفيضة، لإيجاد حلول لمشاكل الصرف الزراعى بواحة سيوة، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة تستهدف تقديم الدعم الفنى لشباب الخريجين، فى الأراضى الجديدة بمنطقة المغرة.
وقال المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة، لموارد مطروح أن الزيارة التفقدية لبعثة الإيفاد بدأت بتفقد وادى الحريقة جنوب منطقة رأس الحكمة، ومقابلة المزارعين للتعرف على الأولويات خلال المرحلة المقبلة من انطلاق المشروع، كما تفقدت البعثة، وادى أبو مرزوق بسيدى براني، لبحث الاحتياجات الضرورية للمواطنين، خلال الفترة المقبلة، للبدء فى تنفيذ المشروع على ارض الواقع، والتى سيضم إليه منطقة غرب الضبعة، لتصل إليها أعمال التنمية الزراعية .
وكان رئيس مركز بحوث الصحراء، قد أوضح فى تصريحات سابقة، بأنه نظرا لنجاح تلك المشروعات الرائدة خلال الفترة الماضية، والتى تستهدف الاستغلال الأمثل لمياه الأمطار والأراضى الصالحة للزراعة، فى بطون الوديان، جاءت توجيهات من القيادة السياسية، بضرورة تنمية المنطقة الغربية بالكامل، بجانب إقامة المشروعات القومية العملاقة فى مجالات الطاقة والموانئ والمدن الجديدة، لتشمل النهضة التنموية للمنطقة، تنميتها زراعيا، فتقدم مركز بحوث الصحراء بدراسة لمشروع تنموي، لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والتى وافقت عليه وأحالته إلى وزارة الاستثمار، لبحث التمويل، وهو مشروع يهدف لتعزيز المواءمة بالبيئة الصحراوية، بتمويل من الصندوق الدولى للتنمية الزراعية "الايفاد" بتكلفة إجمالية 61 مليون دولار، يتم تنفيذه على مدار 7 سنوات.
وكشف الدكتور نعيم مصيلحي، أن المشروع التنموى العملاق سيتضمن إنشاء 6 آلاف بئر نشو بسعة تخزينية لمياه الأمطار تتراوح بين 100 و 150 متر مكعب، وبناء الخزانات بسعة تخزينية تتراوح بين 200 و 300 متر مكعب لحصاد 3,5 مليون متر مكعب من مياه الأمطار سنويا.
وتطوير وتحسين الثروة الحيوانية وتنمية المرأة الطبيعية وتنمية المرأة البدوية من خلال إقامة مشروعات صغيرة مدرة للدخل تستهدف الأسر البدوية مباشرة .
كما يهدف المشروع، لبناء عدد من مدارس التعليم الفنى والأساسى بالمنطقة الواقعة غرب مدينة الضبعة وحتى مدينة السلوم على الحدود الغربية وواحة سيوة ومنطقة المغرة جنوب مدينة العلمين.
وإنشاء شبكة طرق لربط التجمعات الصحراوية لتحسين خدمة نقل الإنتاج الزراعى والحيوانى وتسويقه، بالإضافة إلى إنشاء عدد من الوحدات الصحية، بالمناطق والتجمعات الصحراوية البعيدة والنائية.
وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء، بأن هناك عدة جهات سوف تشارك فى تنفيذ المشروع، والعمل من خلال منهجية التخطيط بالمشاركة مع المجتمعات المحلية، بجانب توافر الخبرة لدى مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح التابع لمركز بحوث الصحراء، فى تنفيذ المشروعات التنموية، بصحراء مطروح على مدار العقود الماضية.
وأكد " مصيلحي" أن المشروع سيدعم شباب الخريجين، من خلال حصولهم على أرضى يتم استصلاحها بمنطقة المغرة، كما سيتم إنشاء مركز دعم فنى وإرشادى لمنطقة غرب الضبعة لأول مرة بمحافظة مطروح، مشيداً بالتعاون الوثيق بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ومحافظة مطروح، من خلال الدعم المستمر من وزارة الزراعة ممثلا فى مركز بحوث الصحراء .
يذكر أن مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، هو أول مركز يتم إنشائه بغرض التنمية المستدامة للموارد الطبيعية بمحافظة مطروح، وهو أحد المؤسسات التنموية الرئيسية بمركز بحوث الصحراء، التابع لوزارة الزراعة، وله دور كبير فى تنمية وإدارة الموارد الطبيعية للمحافظة، للمساهمة فى توطين البدو وتحسين معيشتهم، من خلال إدخال الزراعة الصحراوية، باستخدام مياه الأمطار والاستغلال الأمثل لها، عن طريق إقامة السدود وحفر الآبار فى المناطق المطيرة والصالحة للزراعة، بعد أن كانوا يعتمدون على لأنشطة الرعى ويعانون من التنقل خلف المياه والمراعي.
بدء التنفيذ العملي برايد أضخم مشروع تنموي بصحراء مطروح (1)
بدء التنفيذ العملي برايد أضخم مشروع تنموي بصحراء مطروح (2)
بدء التنفيذ العملي برايد أضخم مشروع تنموي بصحراء مطروح (3)
بدء التنفيذ العملي برايد أضخم مشروع تنموي بصحراء مطروح (4)
بدء التنفيذ العملي برايد أضخم مشروع تنموي بصحراء مطروح (5)
بدء التنفيذ العملي برايد أضخم مشروع تنموي بصحراء مطروح (6)
بدء التنفيذ العملي برايد أضخم مشروع تنموي بصحراء مطروح (7)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة