حرص الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على متابعة الإجراءات الصحية التي يتم اتباعها مع السائحين القادمين إلى مطار الغردقة للكشف عن فيروس كورونا، وذلك فور وصوله للمدينة وقبل بدء جولة تفقدية لعدد من المشروعات بها، التي يرافقه خلالها الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، وهشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، ومحمد منار عنبة، وزير الطيران المدني، والمستشار محمد عبد الوهاب، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والمحافظ اللواء عمرو حنفي، وعدد من قيادات المحافظة.
وخلال تواجده بمطار الغردقة، تابع رئيس الوزراء إجراءات الحجر الصحي التي تمت مع السائحين القادمين إلى المدينة على متن إحدى الطائرات، واطمأن رئيس الوزراء على توافر جميع الأجهزة الطبية اللازمة للفحص بمطار الغردقة، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية في حالة ظهور أعراض ارتفاع درجة الحرارة، أو ضيق التنفس، أو سُعال على أحد القادمين.
كما اطمأن لتوافر سيارات ذاتية التعقيم، المخصصة لنقل الحالات المشتبه بها إلى أماكن الحجر، في حالة وجود مثل هذه الحالات، واستمع رئيس الوزراء لشرح عن هذه السيارات التي تختلف عن سيارات الإسعاف العادية في أن لها دورة تعقيم ذاتية.
وعقب ذلك، أكد رئيس الوزراء أنه حرص أثناء وصوله لمطار الغردقة برفقة عدد من الوزراء وقبل بدء تفقد وافتتاح عدد من المشروعات التنموية في المدينة بصحبة محافظ البحر الأحمر، على متابعة الإجراءات الصحية الاحترازية التي تتم في المطار لمجابهة فيروس "كورونا"، وقال: هذه فرصة لكي أوضح أمام المواطنين حقائق بالغة الأهمية حول هذه القضية العالمية، مشيراً في هذا السياق إلى أن مصر من أوائل الدول على مستوى العالم التي قامت على الفور عقب الإعلان عن بدء ظهور هذا الفيروس في اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والحجر الصحي في المطارات، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية.
كما أكد رئيس الوزراء أنه تم منذ ذلك الوقت تشكيل لجنة أزمة وغرفة أزمات لمتابعة الإجراءات الاحترازية على مستوى الجمهورية، وذلك بشكل يومي، كما يتم متابعة أي حالات مشتبه بها وفحصها، كما أن مصر من أوائل الدول التي اتخذت خطوات إيجابية لإعادة أولادها من الصين، ولعلكم تابعتم الإدارة الجيدة لهذا الإجراء حتى تم بالفعل عودة المصريين من هناك وتأمينهم، وعزلهم لمدة 14 يوماً، مع متابعتهم حتى تم خروجهم بسلام، وهي خطوة مهمة، ونحن إذن نؤكد على أن هناك شفافية في الإعلان عما يخص الحالات المشتبه بها، فالدولة والحكومة المصرية لا تخفي أي شيء، فلقد أعلنا بالفعل، في بيان رسمي، منذ ثلاثة أسابيع عن وجود حالة حاملة للفيروس لأجنبي، وتم اتخاذ كافة الإجراءات الاحتياطية مع هذه الحالة، وتم عزلها لمدة 14 يوما، حتى تم التأكد من شفائها.
وقال رئيس الوزراء: نتعامل مع التقارير الرسمية، فهناك منظمة الصحة العالمية تضع خريطة بالإصابات على مستوى العالم، وأعداد المصابين، ويمكن تفحص موقف مصر على هذه الخريطة حيث تمت الإشارة لحالة واحدة التي تم الإعلان عنها منذ 3 أسابيع، وحتى هذه اللحظة لم يثبت أي حالة مصابة بهذا الفيروس على أرض مصر.
وتطرق رئيس الوزراء لما أعلنته وزارة الصحة الفرنسية يوم الخميس الماضي، قرب منتصف الليل، عن عدد من الحالات المصابة بالفيروس، وأن اثنين منهم كانا في رحلة سياحية لمصر، والإجراء العادي أن يكون هناك إفادة رسمية من قبل الوزارة الفرنسية، ومنذ تلك اللحظة تواصلنا مع الجانب الفرنسي وسفيرنا في باريس للحصول على أي معلومة بهذا الشأن، وقد وردت إلينا معلومات، ظهر أمس الجمعة، تفيد بأن هذين الشخصين كانا مقيمين في مصر مع فوج سياحي خلال الفترة من 5 فبراير وحتى تمت مغادرتهم في 16 فبراير، وقامت جميع أجهزة الدولة ووزارة الصحة فور حصولها على هذه المعلومات باتخاذ الإجراءات اللازمة ومراجعة أماكن إقامة الشخصين في مصر، وتأكدنا أن جميع أفراد الفوج السياحي الذي كانا يقيمان معهم غادروا البلاد جميعا، كما يتم فحص منذ أمس وحتى اليوم جميع العاملين المتواجدين بمكان إقامة الفوج، والمجموعة المرتبطة بصورة مباشرة بهذا الفوج السياحي، لتأمين المواطنين، والتأكد من عدم وجود إصابات.
وتابع: "نحن كدولة، اتخذنا إجراءات مهمة جداً، فهذا الموضوع هو شغلنا الشاغل، وهناك لجنة وزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء تم تشكيلها لهذا الغرض، تجتمع أسبوعيا، وقد اجتمعت هذه اللجنة مرتين الأسبوع الماضي، بمجرد إعلان من جانب أكثر من دولة عن وجود إصابات بالفيروس في بعض دول منطقة الشرق الأوسط ومنطقة جنوب أوروبا، وهناك تشديد للغاية، وقد وافقنا في اجتماع مجلس الوزراء على استيراد وزارة الصحة لأجهزة إضافية بتكلفة بلغت نحو 150 مليون جنيه، لزيادة تامين كافة المنافذ".
وأضاف: وضعنا خطة للتعامل مع هذا الفيروس، وفقا للإجراءات العالمية التي تتم لمجابهة هذا المرض من خلال ثلاث مراحل؛ والمرحلة الأولى هي الاحترازية والتأمين، وهي المرحلة الحالية التي نحن بصددها.
وأشار رئيس الوزراء إلى إثارة بعض الشائعات في هذا الصدد، ومنها ما يصل هاتفه الشخصي عن حالات ببعض الأماكن، وبعض الأطفال في المدارس، لكني أؤكد أننا نتابع بشكل لحظي جميع الحالات التي ترد للمستشفيات ويتم إحالة عدد من المشتبه بهم للمستشفيات، وعقب إجراء التحاليل اللازمة ثبت سلبيتها.
وأضاف: في إطار الشفافية التي تنتهجها الحكومة، هناك شائعة أثيرت أمس عن وجود حالتين مصابتين بالفيروس في الغردقة، وتم التعامل بكل جدية، وتم التواصل على الفور وثبت أنهما كان مشتبه بهما بالفعل بأعراض خفيفة، وتم عزلهما، لكن عقب إجراء التحاليل ثبت سلبيتهما.
وشدد رئيس الوزراء على أن مقاومة ومجابهة المرض تتم من خلال الإعلان بشفافية، وهو ما نقوم به، لافتا إلى أن المرحلة الثانية ظهور إصابات ولقد وضعنا خطة بالفعل لمواجهة ذلك، على غرار ما تم في محافظة مطروح مع العائدين من الصين، وسيكون هناك مستشفى محدد بالاسم في كل محافظة، أي 27 مستشفى إحالة على مستوى الجمهورية، و522 سرير عناية مركزة للتعامل مع ظهور أي إصابات، لا قدر الله، وندعو الله ألا تظهر مثل هذه الإصابات، ونحن كحكومة سنعلن أي معلومات بكل شفافية ببيانات رسمية.
ودعا رئيس الوزراء المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات، وفي حالة ورود أي شائعات يجب الاتجاه إلى الخط الساخن لمنظومة الشكاوى الموحدة، 16528، والخط الساخن لوزارة الصحة، مضيفا: نعلن كل شئ بشفافية مطلقة، ولا نخفي شيئا، ولا داعي للانسياق وراء ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي.