لم يعد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يخفى حجم الخسائر التى تتعرض لها قواته، وحلفائه من التنظيمات الإرهابية فى سوريا وليبيا، بالرغم من قطع خدمة الإنترنت عن الأتراك، فضلا عن تكرار طلب المساعدة من حلف شمال الأطلنطى «ناتو»، وفى نفس الوقت لم يستطع إخفاء تحالفه مع إسرائيل فى العمل العسكرى ضد سوريا، حيث حاول الطيران الإسرائيلى إنقاذ قوات أردوغان وقصف الجيش السورى، تزامنا مع تعرض القوات التركية وحلفائها من الإرهابيين لضربات من الجيش السورى.
خلال يوم واحد فقط، خسر الجيش التركى 33 جنديا فى إدلب بسوريا، و15 على الأقل بقاعدة معيتيقة العسكرية بليبيا، بالإضافة إلى المصابين وهم بالمئات تم إجلاؤهم فضالا عن أعداد غير محددة من التنظيمات الإرهابية التى تعمل لصالح أردوغان، وهم مجرد أدوات لحرب بالوكالة ويعملون مرتزقة لمن يدفع، أردوغان يطالب حلف الناتو بالتدخل لصالحه، بينما القوات التركية خارج أراضيها ولا ينطبق عليها ميثاق الحلف.
ولا يتوقع أن يستجيب حلف الناتو لطلب تركيا، وحسب ما أعلنه وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبورن، فإن تركيا لا تملك الحق فى طلب تفعيل المادة الخامسة فى معاهدة شمال الأطلسى ودعمها فى عمليتها العسكرية فى إدلب السورية، موضحا أن أنقرة لم تطلب موافقة الحلف على عمليتها فى إدلب، وإن كان من حق تركيا طلب مساعدات طبقا للمادة الرابعة.
وصل عدد المناطق التى خضعت لسيطرة الجيش السورى خلال الأيام الأخيرة 59 بلدة وقرية فى كل من إدلب وحماة، بينما يواصل أردوغان مطالبة الجيش السورى بالتراجع، وردت روسيا بتجاهل أردوغان ضمن الدور الروسى المعقد فى سوريا، حيث أعلن الناطق باسم الكرملين دميترى بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الوضع فى إدلب السورية، وأعربوا عن قلقهم بشأن التصعيد الأخير هناك، لافتا إلى أن «العسكريين الأتراك قتلوا فى مناطق العمليات الهجومية التى قامت بها العصابات الإرهابية، خارج نطاق نقاط المراقبة، وقال بيسكوف إن «الجانب التركى لم يبلغنا بوجود العسكريين الأتراك فى أماكن تجمع الإرهابيين فى إدلب»، وأن القوات التركية فشلت فى السيطرة على أعداد كبيرة من المسلحين ومنع أعمالهم العدائية تجاه المواقع الروسية.
سوريا رفضت تهديدات أردوغان وأعلنت أن الجيش السورى يواجه التنظيمات الإرهابية التابعة للأتراك وممولة من قطر، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن العسكريين الأتراك الذين تعرضوا للقصف فى إدلب وقتل 33 منهم كانوا فى صفوف الإرهابيين، وقالت وكالة الأنباء السورية أن المجموعات الإرهابية فى ريف إدلب تتلقى دعماً عسكرياً مباشرا من تركيا وأن الإرهابيين يستخدمون صواريخ كتف صناعة أمريكية وبدعم تركى لاستهداف الطائرات الحربية السورية والروسية.
خسائر أردوغان تقدر فى بعض التقارير بأضعاف الرقم المعلن، ولهذا تم قطع خدمة الإنترنت عن تركيا فى محاولة لإخفاء الخسائر عن الشعب التركى، خاصة بعد تلقى القوات التركية ضربات من الجيش الوطنى الليبى، واعترف أردوغان بمقتل 15 فى قاعدة معيتقة مع الإرهابيين التابعين.
خسائر أردوغان دفعته لاستهداف المدنيين فى سوريا وليبيا، حيث ارتكب الطيران التركى المسير مجزرة ضد المدنيين فى جنوب طرابلس، وأيضا فى إدلب، تزامنا مع قصف الطيران الإسرائيلى للقوات السورية، فيما بدا نوعا من التنسيق بين أنقرة وتل أبيب، أكدته تعزية، نشر الحساب الرسمى لسفارة إسرائيل فى تركيا تغريدة على «تويتر» قدم فيها التعازى لأنقرة على «استشهاد الجنود الأتراك» فى إدلب إثر هجوم للطيران السورى، وجاء فى التغريدة أن «سفارة إسرائيل غمرها حزن عميق إثر استشهاد الجنود الأتراك ليلة أمس، نحن متعاطفون مع الجرحى ونقدم تعازينا لأهالى الجنود الذين فقدوا حياتهم«..
ولم يعد أردوغان قادرا على إخفاء خسائره أو تحالفه مع إسرائيل والتنظيمات الإرهابية، ومازقه الذى يزداد تعقيدا كل يوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة