الفنانة نادية لطفى من أهم فنانات السينما المصرية، وكانت تقف بجانب الصديق ولا تتركه أبدًا، هى أسطورة لن تتكرر على الإطلاق"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور والعالم الكبير زاهى حواس حديثة عن الفنانة التى رحلت عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء 4 فبراير، عن عمر يناهز 83 عاما بعد أزمة صحية.
وكشف الدكتور زاهى حواس، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، عن آخر تفاصيل المكالمة الهاتفية التى جرت بينه وبين الفنانة نادية لطفى قبل رحيلها، حيث طالبت الأخيرة منه أن يأتى لها بصحبة المفكر السياسى الدكتور مصطفى الفقى، رئيس مكتبة الإسكندرية، لأمر هام للغاية، وبالفعل تحدث مع الدكتور مصطفى الفقى حتى نذهب لزيارتها ، ولكن القدر سبقنا ورحلت .
واستكمل عالم الآثار الكبير حديثه: كانت لها مواقف جدعنه معى شخصيًا ومع غيرى، فكانت عندما تعلم أن هناك أزمة عند شخص ما تعرفه، لا تتركه وتظل تتبعه بالهاتف حتى يخرج من تلك الأزمة، وسرد حكايته عندما كان يجرى علمية فى عينيه بالولايات المتحدة الأمريكية، وعندما علمت الراحلة بالأمر ظلت على تواصل معه هاتفيًا إلى أن عاد إلى القاهرة بعد تماثله للشفاء.
وأشار الدكتور زاهى حواس، إلى أنه كان يزورها فى المستشفى خلال فترة مرضها، وعندما كانت تراه تحدثه عن تجربتها فى فيلم المومياء الذى جعلها ذات شهرة عالمية، وذكريات وجودها في مدينة "القرنة"في البر الغربي بالأقصر لمدة 15 يوما، بين التاريخ والحضارة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أن الراحلة كانت فنانة عظيمة وأعظم ما قامت به هو فيلم "المومياء"، الذى عرض في كل دول العالم، والذى أعطى لها اسما دولياً على مستوى عالمى، نظراً لأن هذا الفيلم، الذى أخرجه شادى عبد السلام هو الوحيد الذى وصل للعالمية، وأن السينما المصرية فقدت أيقونة فنانة عالمية عظيمة رائعة لم تتكرر وكانت دائما مهمومة بمشاكل مصر وداعمة لها .
وأضاف الدكتور زاهى حواس أن الفنانة الكبير نادية لطفى كانت إحدى المدعوات خلال حفل الإعلان عن نتائج اكتشافات الروبوت الآلى الذى تم داخل الهرم الكبير، وخلال الاحتفالية قام أحد الأشخاص قائلا : أنتم تحتفلون بهذا الحدث فى نفس الوقت مع عيد اليهود، وبمجرد أن انهى كلامه قامت الفنانة نادية لطفى بخلع حذائها لتضربه، وقالت له " أنت شايف المصريين فرحانين بهذا الحدث وأنت جاى تفسد عليهم فرحتهم "، وموقف نادية لطفى النبيل يؤكد على وطنتيها الأصيلة.
يشار أن نادية لطفى ولدت عام 1937 أدت أول أدوارها التمثيلية في العاشرة من عمرها وكانت على مسرح المدرسة لتواجه الجمهور لأول مرة ، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، اكتشفها المخرج رمسيس نجيب لتقدم فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقي عام 1958، تألقت خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى وقدمت عدد كبير من الأعمال، عرفت بنشاطها الوطنى والإنساني منذ شبابها فكان لها دور مهم في رعاية الجرحى والمصابين والأسرى في الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثي عام 1956 وما تلاه من حروب وخصوصا حرب أكتوبر 73، آخر أعمالها مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993 لتتوقف بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطها الإنساني .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة