الفقد الأعظم
فى علاقة المرأة بالرجل
كم تحدثوا عن الحب الأعظم
كم تحدثوا عن الكره الأعظم
ولكنهن تناسوا الحديث عن الفقد الأعظم
ليس المقصود هنا الموت أو الفراق..
بل المقصود أن تفقد أحدهم حيا وأنت لا تشعر.. وأنت لا تعلم!
إذن؛ كيف هو بفقدان وأنت لم تشعر به..
إنه يأتى كبابا نويل محملاً بكل أمنياتنا المحققة دون أن نراه.. ولكن هذه المرة يرحل.. ويأخذها معه.
مثال:
فى تجربة الزواج الثانى أغلب الساعيين للزواج مرة أخرى بعد تجربة الطلاق، يبحثون عن نقيض شريكهم السابق:
- من كان شريكه محب للبيت / يبحث عن الانطلاق.
- ومن كان شريكه خجول/ يبحث عن الجرأة.
- أما من كان فرق السن كبيراً / يبحث عن فروق العمر البسيط.
- وهناك من كان شريكه يبحث عن الأضواء والشهرة / يبحث عن الهدوء والروتين.
- ايضاً من كان شريكه مهملاً لمشاعره / يبحث عما يحتويه ويلملم أحاسيسه المبعثرة.
- و ما أكثر من كان شريكه يتخذ موقفاً فردياً ( أنا و ليس نحن/ يبحث عن النحن ليلتحم بالآخر.
- من كان شريكه لا يعمل / يبحث عن شخص ذا حياة عملية مزهرة.
الخ الخ الخ
فى رحلة بحثه يقع تحت طائلة القالب.. يبحث عن قالب معين.. يتناسى أن الزواج ليس قائماً على القوالب ( درسٌ لم يتعلمه من زواجه الأول).. بل يقوم على ميكانيزم مشترك بين ذاته والآخر.. بين عالمه وعالم الآخر.. فيزياء كمية توفر أمواج من القبول وكيمياء جسدية توفر الترابط والتفاهم والأهم.. السكينة.
أين الفقد الأعظم من هذا!!!!
فى رحلة بحث صديقنا هذا، أو صديقتنا تلك سواء للزواج أو الحب لأول مرة أو لعاشر مرة.. يمر بدربنا أشخاص يحملون لنا قربة ماء فى صحراء بحثنا.. يحملون لنا السكينة.. يشبهون أرواحنا حتى لو لا يشبهون عقولنا أو قلوبنا.. إذ أن شبيه الروح هو (القشاش) عادة..
أشخاص يحملون الضحك والجاذبية والمناوشات والحنية والتفهم.. الدعم ... والكثير الكثير من الموسيقى الإنسانية.. والكثير الكثير من الصمت الجميل.
أناس يشعون اهتماماً .. تنطبق عليهم أسطورة ( خلق الإنسان).
وهى أحد الأساطير القديمة ( لم أستطع أن أجد أصلها، فممكن أن تكون قصة ألفها عاشق قديماً ووصلت إلى كأسطورة).
أن حين قرر الخالق أن يخلق الإنسان من طين، أخذ حفنة طين من كل بقاع الأرض، وشكل أول البشر.. وجئنا نحن إلى العالم.. فيقال لإذا وقع اثنان فى العشق وكانا - مولفين على بعض - بأنهما خلقا من نفس الطينة.
الفقد الأعظم: أن تكون مثل الثور فى الساقية.. مغمض الأعين.. لا ترى إلا قالباً يعكس رفضك لتجارب سابقة، أو قالباً يشكل جزءا بسيطا من حياتك ككل.. فلا ترى وليفك .. تفقده فى رحلة البحث عنه دون أن تشعر.. تذهب أيقونة حياتك لمستودع الحذف والنسيان .. وهى غير قابلة للإعادة.
لو سألنا كبارنا وتيجان روسنا لأخبرونا عن:
- ذلك الجار الذى لم توليه اهتمام.. ولكن منذ زمن بعيد علمت أنه كان شبيه الروح.
- لأخبرونا عن تلك الزميلة التى حاولت كثيراً لفت نظره واهتمامه.. ولكنه فضل من تناسب قائمة اختياراته .. إلى أن استيقظ ذات صباح لا يفكر إلا فيها محملاً بندم لا طائل له.
- لأخبرونا عن ذلك العابر الذى التقته فى قطار أو طابور أو مطعم.. وأنار وجهه حين رآها .. وقررت أن تقطب الجبين و تدير وجهها.. لتظل تتذكر هذه اللحظة بقية عمرها.
- لأخبرونا عن تلك الصديقة التى كان يرى عشقه فى أعينها وفضل أن يمارس هواية الصيد الذكورية لا أن يحتفل بهدايا القدر له.. ليصطدم قلبه بالحقيقة بعد أن يكون قد فات الأوان.
الفقد الأعظم هو حكايات لم نعشها.. وحب لم تخطه كلمات على سطورنا.. وأناس لم تتقاطع طرق حياتنا معهم .. مع أننا لا نبحث إلا عنهم.
عزيزي:
أنظر للسماء.. و لتأخذ نفساً عميقاً ثم عد للأرض مفكراً.. أين شبيه روحك.. قبل أن تعيش ..الفقد الأعظم .
شكراً
اخر الكلام:
فقدتك ..يا أعز الناس
فقدت ...الحب والطيبه
وأنا من لى ..بهالدنيا
سواك إن طالت الغيبه
فقدتك/ حسين الجسمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة