تحتفظ الصورة دائمًا بصفتها الأهم كونها مخزنًا للذكريات، حيث تكون أول اختيارات أي شخص يبحث عن تفاصيل من الماضي مهما بعد زمنه، فالنظر إلى صورة نادرة واحدة من الأرشيف، يكفى لاستعادة شخص عشرات بل مئات الذكريات المرتبطة بمرحلة عمرية معينة فى حياته، بما تحمله من صداقات وعداوات ونجاحات أحيانًا، وإخفاقات فى أحيان أخرى.
ولكل شخص ذكرياته الخاصة التى يحتفظ بها من مراحل عمره المختلفة، وتتجسد الذكريات الجميلة بحياتنا فى المقتنيات والهدايا والصور الشخصية سواء الفردية منها أو الجماعية مع الأسرة والأصدقاء، ومع وجود تلك الأشياء بحوزتنا نعيد مشاركتها مع المقربين منا خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
محمد عبد الوهاب وعلى الكسار وفاطمة رشدى
وفى حالة كبار النجوم الذين مازالوا على قيد الحياة أو هؤلاء الذين رحلوا قبل أن يواكبوا عصر التقدم التكنولوجى الذى نعيشه فى وقتنا الحاضر، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى العديدة، تقوم الصور بدور استعادة الذكريات القديمة والنادرة، وفى هذا الصدد، نشرت إحدى الصفحات المهتمة بشئون الفنانين، صورة نادرة تجمع باقة من عمالقة الفن الراحلين من الزمن الجميل، حيث ظهر فى الصورة كل من موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والفنانة فاطمة شوقى، والنجم على الكسار.
ويشار إلى أنه فى يناير الماضى، كانت قد مرت الذكرى الـ24 على وفاة "سارة برنار الشرق" فاطمة رشدى، التى احتفت صفحات السوشيال ميديا، بذكرى وفاتها باعتبارها من الفنانات البارزات فى عالم الفن، والتى نشرت نبذة عن سيرتها الذاتية، حيث رحلت فى 23 يناير 1996.
يذكر أن مدينة الإسكندرية شهدت فى يوم 15 نوفمبر عام 1908، ميلاد فاطمة رشدى، وبدأت العمل الفنى منذ حداثة سنها مع شقيقتيها رتيبة وإنصاف رشدى اللتين عملتا بالتمثيل وشقيقتها "عزيزة رشدى" التى عملت فى مجال الرقص، وأسند الفنان أمين عطا الله لها دورًا فى إحدى المسرحيات التى تقدمها فرقته لفاطمة رشدى.
نجوم زمن الفن الجميل
ومن بعد هذا الدور تنقلت فى العمل بين العديد من الفرق المسرحية، وعملت مع عبد الرحمن رشدي، وسيد درويش وعزيز عيد ويوسف وهبي، وفى بداية العشرينات، صارت بطلة لعدد كبير من المسرحيات، منها: (الصحراء، القناع الأزرق، النسر الصغير، الحرية).
واهتم عزيز عيد بها كثيرًا وأحبها، لذا قام بإحضار مدرسين لتعليمها اللغة العربية والقرآن وفهمت من ذلك أنه يريد أن تكون هى فى مستوى ثقافى يناسب مكانته ومكانتها كتلميذة له، وكان يعلمها يوميًا لمدة ساعتين الإلقاء والتمثيل، وكان حريصًا على اصطحابها لمشاهدة عروضا تقدمها الفرق الأجنبية التى كانت تأتى إلى مصر، وجمع لها الروايات التى تحكى تاريخ الإسلام والعرب من تأليف جورجى زيدان «صاحب دار الهلال».
وانتهت قصة حبهما بالزواج عام 1933 رغم فارق السن بينهما، وبعد أن أشهر إسلامه، وأنجبت منه ابنتها عزيزة عام 1934، ولكنها بعد أن أصبحت نجمة فرقته الأولى وبعد النجاح الكبير الذى حظيت به حتى أطلق عليها لقب «سارة برنار الشرق»، انفصلت عن عزيز بسبب غيرته الشديدة عليها، وبانفصالها عن عزيز عيد، انفصلت عن مسرح رمسيس، وكونت بعدها فرقتها المسرحية الخاصة الشهيرة التى حملت اسمها وقدمت 15 مسرحية فى سبعة أشهر، والتى أخرجت نجومًا مثل محمود المليجي، ومحمد فوزي، الذى كان يلحن المونولوجات التى تقدم بين فصول المسرحيات.
فيما، أقدمت فاطمة رشدى على السينما بخطى ثابتة عام 1928 بفيلم «فاجعة فوق الهرم»، والذى يعد من أوائل الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، وبعد نجاحها السينمائى الأول قررت خوض تجربة الإنتاج، وكان أول إنتاجها فيلم «تحت ضوء الشمس»، وحين عُرض عليها لم يعجبها وأحرقته وأسقطته من حساباتها.