فى غضون شهرين من انتشار فيروس كورونا فى مختلف أنحاء العالم، تضررت كثير من الصناعات مثل السياحة والطيران وغيرها مما كان له تأثير كبير فى الاقتصاد العالمى، ومن بين الصناعات الأخيرة التى أثر عليها الفيروس هى الكمامات الطبية، التى على العكس من غيرها، تواجه زيادة كبيرة فى الطلب عليها فى ظل تراجع الإنتاج.
تقول مجلة تايم إنه لو كنت تشعر بالقلق من كورونا، ولديك مشكلة فى الحصول على الكمامات الطبية، فإن هذه الأرقام ستفسر السبب: فالصين هى أكبر منتج للكمامات، ولديها قدرة على إنتاج يومى يصل إلى 20 مليون قطعة، ولكن وفقا لتقدير المصنعين، فإن الإنتاج المحلى وحده يتراوح ما بين 50 إلى 60 مليون يوميا، لذلك لا عجب ألا يمكن الحصول على كمامات طبية من الصيدلية المجاورة لك.
ويشك بعض الخبراء بشأن فاعلية مثل هذه الكمامات فى وقت انتقال الفيروس، حيث يقول مسئولو الصحة الأمريكيون أن الجرثوم ينتشر فى الأغلب بين الناس الذى يتصلون ببعضهم بشكل وثيق، وقطرات الجهاز التنفسى عندما يعطس أو يسعل الشخص المصاب.
ويقول ويليام شافنز، أستاذ الطب الوقائى بجامعة فاندربيلت، أن الأقنعة الطبية قد توفر بعض الحماية، لكنها ستكون متواضعة للغاية.
لكن هذا لم يؤثر على الطلب المتزايد، فقد أدى انتشار الفيروس فى الصين حيث أصيب أكثر من 78.500 شخص حتى الآن واستمرار انتشار كورونا على مستوى العالم إلى حدوث نقص فى الكمامات الطبية فى كافة أنحاء الكرة الأرضية.
وقد بدأت الكمامات تنفذ بالفعل من بعض تجار التجزئة فى قارات متعددة، وارتفعت أسعار صندوق الكمامة على المتاجر الإلكترونية مثل أمازون بمئات الدولارات. ويوم الاثنين أظهرت لقطات تم التقاطها عبر الجو طابور من مئات الأشخاص فى مدينة دايجو بكوريا الجنوبية فى انتظار الكمامات. وفى يوم واحد، باع متجر للمعدات الصناعية فى إيطاليا، التى تأكد فيها إصابة أكثر من 370 أكثر من 500 قناع أكثر من 500 قناع من التوعية التى تستخدم فى المصانع وفى مواقع البناء، وذلك خلال أول 30 دقيقه بعد فتحه.
وعمل صناع الكمامات الطبية فى الصين بطاقة 76% فقط منذ منصف فبراير، ووفقا لمسئولين صينيين، الذين يحددون الإنتاج اليومى بحوالى خمسة ملايين قطعة أقل من الحد الأقصى البالغ 20 مليون قطعة. كما أن إنتاج الصين من أقنعة ال n95 التنفسية التى يرتديها العاملون فى الحقل الطبى من أجل حماية إضافية، هو أقل من ذلك، حيث يصل إلى 200 ألف يوميا، حيث يطلب تكنولوجيا ومواد أكثر تعقيدا لتصنيعها.
وفى ظل عدم القدرة على إنتاج ما يكفى لتلبية الطلب العالمى، بدأت بكين تحصل على الأقنعة الطبية من حول العالم. فقال مسئولون إندونيسيون فى أوائل فبراير أن الصين طلبت كميات كبيرة من الأقنعة المصنوعة فى إندونيسيا، لتعادل إنتاج ثلاثة أشهر، وصدرت فيتنام كميات كبيرة من الأقنعة إلى الصين، وهناك تقارير بأن التجار الصينيين بدأوا يطلبون إمدادات من مناطق بعيدة فى كينيا وتنزانيا.
وفى الوقت نفسه، فإن الصيديليات فى ألمانيا وكندا وإيطاليا وبريطانيا تعانى جميعا من ضعف الإمدادات من الأقنعة الكبية، وفقا للمنشورات المتداولة على السوشيال ميديا. فقد كتبت صحفية بوكالة الأنباء الفرنسية تقول أن الصيدلية الوحيدة فى وسط لندن التى يمكن أن تجد فيها كمامات مخزنة تبيع الواحدة مقابل 3.25 دولار تقريبا.
وتواجه صيدليات فى مدن أمريكية مختلفة ضعف الإنتاج، وفى إحدى شركات الإمداد فى دبلن بإيرلندا، قالت إنها تعانى لإيجاد إمداد من الكمامات بأسعار معقولة. وكذلك، يقول أطباء الأسنان فى بريطانيا واستراليا أن أغلب الأقنعة التى يحصلون عليها تأتى بالأساس من الصين، وهم الآن يواجهون نقصا كبيرا.