صدرت رواية "صنعاء مدينة مفتوحة للكاتب اليمنى محمد عبد الولى فى سنة 1977 وتحولت بعدها إلى معركة كبرى دخلت ساحة المحاكم وذلك بسبب ما ورد فيها، ومع ذلك تعد الرواية حسب اتحاد الكتاب العرب واحدة من أفضل 100 رواية عربية.
والرواية لوحة فنية وأدبية لمجتمع ما قبل الثورة اليمنية، فالظلم هو الظلم فى الشمال (الإمامة)، والجنوب (الاستعمار)، فشخوص الرواية (أبطالها) (نعمان – محمد مقبل – الصنعانى – البحار (على الصغير..)، قد اكتووا بنيران الظلم والعذاب ولم يبق أمامهم من مفر سوى مواجهة الواقع بموضوعية وحذر وإحداث انقلاب حياتى فى المجتمع لأن الظلم واحد فى اليمن وأن تعددت أطيافه ولابد من لحظة خلاص منه.
إن بطل الرواية (نعمان) عاش فى غربة ومكابدات نفسية وروحية وضياع افتقد فيها الهدف لحياته وفى أحايين كثيرة كسر الواقع أجنحة أحلامه وظل أسيرا لحياة الغربة والانهزام حينا من الزمن حاول نسيان الواقع ومداواة جراح الغربة الروحية والنفسية ولكن دون جدوى فالضبابية والضياع صارت عنوانا لحياته السقيمة
وفى نهاية المطاف تستيقظ روح التمرد فى نفوس أبطال الرواية ويقتنعون من أن لا سبيل لإصلاح المجتمع إلا بمواجهة الذات والابتعاد عن حياة الزيف ومواجهة الفساد والظلم وتغيير الواقع إلى الأفضل، وقبل قليل من تكشف الحقيقة ومعرفة الهدف، تموت زوجة نعمان (هند) وطفلها لعسر فى الولادة.
ومحمد عبد الولى روائى من أب يمنى وأم إثيوبية، وكان والده من المهاجرين الذين انضموا إلى حركة الأحرار اليمنيين، له عدة أعمال طبعت منها مجموعته الأولى سنة 1966م ومجموعته الثانية سنة 1972م. وترجمت بعض أعماله إلى الفرنسية والروسية والألمانية والإنجليزية.
أشهر روايته "يموتون غرباء" مسلسلة فى صحيفة "الشرارة" عام 1971م ومن ثم طبعت فى بيروت فى دار العودة عام 1973م. وله رواية أخرى هى "صنعاء مدينة مفتوحة"، وقد تعرضت الأخيرة لحملة تكفير عام 2000م، و يوم 30 أبريل من العام 1973م رحل عن اربعة وثلاثين عاما فى حادث طائرة.