للأسبوع الثالث على التوالى، يغلق فيروس كورونا المتفشى فى كل محافظات إيران البالغ عددها 31 محافظة أبواب المساجد فى وجه المصليين يوم الجمعة، وأعلنت السلطات إلغاء الصلاة خوفا من انتشار الفيروس فى بين جموع المصليين وكاحدى الخطوات الاحترازية التى تتخذها إيران لإحتواء الفيروس.
وجاء قرار اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا المستجد خشية انتشار الفيروس بين جموع المصلين، ووافقت هيئة شئون المساجد، وذلك بعد أن حصد الفيروس القاتل أرواح 429 شخص و وبلغ إجمالى الإصابات 10057، بحسب آخر احصائية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية، فيما تقول فصائل المعارضة الإيرانية المختلفة بالخارج، أن الأرقام تتخطى الإحصائيات الرسمية.
ورغم تحذيرات وزارة الصحة الإيرانية، ومناشدة الإيرانيين بالبقاء فى المنازل، كشفت تقارير فى صحيفة افتاب يزد الإيرانية، عن عودة الازدحام مجددا فى شوارع العاصمة بعد أن خلت تماما من المارة فى الأيام الماضية، وألقت الصحيفة باللوم على التلفزيون الرسمى الذى حاول خلال تقاريره التقليل من المخاوف والذعر فى المجتمع، وإظهار المرض وكأنه قضية طبيعية وعادية، اضافة إلى نشر تقارير الاشخاص المتعافيين من المرض.
وقالت الصحيفة الإيرانية، فى تقريرها الخميس، رغم التحذيرات وتوصيات وزارة الصحة، فان شوارع العاصمة طهران لا تزال مزدحمة، معتبرة أن تقارير التلفزيون الرسمى أدت إلى خفض المخاوف والذعر بين الايرانيين فى المجتمع، إلا أنها أيضا تسببت فى خروج الناس إلى الشوارع وتنقلهم، وفى وسائل المواصلات ازدادت الاعداد، قائلة "عاد الزحام المرورى فى الشوارع، بينما مازال يحذر المسئولين من التجمعات".
وفى سياق متصل، عبر علي رضا زالي، قائد عمليات مكافحة فيروس كورونا في طهران، عن أسفه لنتائج إحصائية تفيد بأن 60% من سكان العاصمة طهران وعلى الرغم من جميع التوصيات، لا يأخذون فيروس كورونا على محمل الجد.
وحسب الإحصائية، فإن 40% من سكان طهران يعتقدون أن البقاء في المنزل لا يؤثر على الحد من انتشار الفيروس، في حين لا يلتزم 30% من أهالي طهران بأي من الإرشادات الصحية للوقاية من كورونا.
ومن المقرر أن تناقش السلطات، فرض غرامة مالية على المخالفين للتوصيات، وحذرت السلطات خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا أنه بدء من الأسبوع المقبل سيتم الإعلان عن فرض غرامة على كل من هو مصاب بالفيروس ولا يلتزم بالبقاء في المنزل.
وقال وزير الصحة الإيرانى سعيد نمكى، ستناقش اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا غدا السبت المقبل سيتم الإعلان عن فرض غرامة على كل من هو مصاب بالفيروس ولا يلتزم بالبقاء في المنزل.
وفى إطار محاولات احتواء الفيروس، اعلنت بدء خطة تعبئة وطنية، ترأسها نائب وزير الصحة الإيرانى ايرح حريرجى الذى تعافى من أصابته بكورونا الأيام الماضية، كما حاولت طهران تلقى مساعدات عبر البنك المركزى، وكشف محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، أن طلب مساعدات بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي لمكافحة فيروس كورونا.
وسجلت السلطات أكثر من 10 آلاف اصابة مؤكدة منذ 20 فبراير الماضى وحتى اليوم، بينها كوادر طبية من أطباء وممرضيين ومسئولين إيرانيين، هذا وكانت كشفت صحيفة "آرمان ملى" ارتفاع عدد ضحايا كورونا بين الكوادر الطبية، وقاالت لا يوجد احصائية دقيقة حول اعداد الاطباء والممرضيين الذين فقدوا حياتهم بسبب الفيروس، وذكرت عدة أسماء، فى مدنا مختلفة من بينها رشت ولاهيجان وطهران.
يُذكر أن فيروس كورونا المستجد تفشى على نحو كبير في إيران وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، تفشى كورونا بسرعة مخيفة فى كافة المحافظات والمدن الإيرانية، وأصبحت إيران بين أكبر بؤر تفشّى الفيروس خارج الصين، وتحتل المركز الثانى بعدد الوفيات بعد الصين والمركز الرابع عالميا على صعيد الإصابات بعد الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا.
وتعتبر العاصمة طهران الأكثر تأثّرا بالوباء فى البلاد، إذ تأكّدت إصابة أكثر من 1500 شخصا فيها، تليها مدينة قم العاصمة الدينية، ومحافظة جيلان هى المناطق التى شهدت تسجيل أكبر عدد من حالات الإصابة وأعداد الوفيات.
واغلقت المدارس والجامعات حتي 20 مارس، واجرت السلطات عمليات تطهير للشوارع والأماكن العامة، كما ألغي المرشد الأعلي الإيراني آية الله علي خامنئى خطاب (عيد النوروز) رأس السنة الشمسية الإيرانية كان مقرر ان يلقيه في يوم 21 مارس المقبل، بحسب التقليد المتبع كل عام في إيران، كما أعلنت مدينة مشهد إلغاء مراسم الاحتفال بالسنة الجديدة التي تعقد سنويًا في مرقد الإمام الرضا (الامام الثامن لدى الشيعة الاثنى عشرية).