فيما يبدو أن الأيام القليلة الماضية و الأخري القادمة ستثبت لنا مجدداً أن البشر علي مر العصور ما هم إلا ضحايا و قرابين يقدمها قادة الأرض و أباطرة المجد و السطوة دون شعور بالذنب أو تأرق للضمير الإنساني الذي فُقد .
تري هل نتأكد عما قريب بعدما تُزاح الستائر واحدة تلو الأخري عن بعبع الكورونا الذي أربك العالم و أضر باقتصاد الدول بنسب متفاوتة حسب درجة تضررها أنه عمل شيطاني بفعل البشر ؟
هل تشير بعض أصابع الإتهام للصين التي تضررت ظاهرياً بشراسة ، و في باطن الأمر قد ربحت بأيام قليلة ما لم تربحه بسنوات ،
إذ هرولت الشركات الأوروبية و الأمريكية الكبيرة بعرض أسهمها التي تراجعت تراجعاً كبيراً للبيع ، و كان أول المشترين الحكومة الصينية !
أم أن القوة العظمي التي ظلت متربعة علي عرش ممالك الأرض دون منافس لسنوات طويلة لن يرضيها بزوغ نجم قوة منافسة علي قدر المستوي كالصين،
فربما يتأكد في غضون سنوات قليلة تربع الأخري علي عرش القوة المقابل لتقاسمها إياه ،
إذ تحول هذا الإحتمال المنطقي بحسابات الأرقام إلي كابوس مخيف قض مضجعها و أفقدها الكثير من توازنها المفترض !
و كما نعلم جميعاً ، أن أنواع الحروب بين البشر و النزاعات علي السلطة و السيطرة لم تعد تقتصر علي حروب الأسلحة المباشرة بين طرفين علي مرأي و مسمع من الجميع بل باتت هناك أجيالاً جديدة لا حصر لها من الحروب الإلكترونية و البيولوجية !
فهناك سياسات مشبوهة تخرج عن هؤلاء الذين يتحكمون بخيوط اللعبة تستلزم بعض أساليب تكسير عظام و دحض قوي الطرف أو الأطراف الأخري التي تشكل حجر عثرة بطريق الهيمنة و التسلط اللانهائي و الأطماع الغير قابلة للقناعة ، وكما شاهدنا بالعشر سنوات الماضية تلك الأنواع المبتكرة من الفيروسات المستحدثة كأنفلونزا الطيور ثم أنفلونزا الخنازير ، و التي تسببت بذعر و ارتباك بالعالم أجمع ، ثم سرعان ما خرجت الأمصال و اللقاحات و تم طي الصفحة بعدما تحقق الهدف المرجو ،ثم اشتدت المنافسة و تفاقمت النزاعات بين المتنافسين فتطورت و تحورت أنواع جديدة من الفيروسات التي تتلائم و حجم الصفقة و قيمة الهدف المنشود ، فابتلي سكان الأرض بفيروس خطير سريع الإنتشار تعطلت علي إثره مصالح البلاد و العباد ،
ليضرب الكبار بعضهم البعض و يلوي أحدهم ذراع الآخر بأرواح مئات الآلاف من البشر الذين لا ناقة لهم بالأمر و لاجمل !
وها قد لاحت بالأفق إشارات الإستعداد لفتح الأدراج المغلقة علي أمصال و لقاحات الشفاء من كورونا القرن ، خاصة بعدما اقلب السحر علي الساحر و فاقت الكارثة الحدود المرسومة لتنال من الكبار قبل الصغار ، فالآن ليس هناك من هو بمأمن عن الأذي حتي من كانوا شركاء بالجريمة !،و لا عزاء لبني البشر الذين كانوا و ما زالوا و سيظلون يسددون فواتير الطغاة و المتكبرين بالأرض ما دامت الحياة الدنيا.
اللهم ارفع بفضلك عنا البلاء ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، و أمن خوفنا و احفظ بلادنا من كل سوء.