توقف مؤقت قد يتحول إلى إلغاء نهائى أصاب عجلة حياة كرة القدم حول العالم بسبب فيروس كورونا الذى أصبح شبحا يطارد الجميع، حيث تم تجميد أغلب الدوريات المحلية فى العالم وتحديدا أوروبا، مع تأجيل البطولات القارية والتصفيات الدولية المؤهلة للبطولات المختلفة.
التجميد الكروى تحدد له حتى أوائل شهر أبريل المقبل ليكون ذلك الموعد فاصلا فى أمر عودة النشاط من عدمه بحسب إحصائيات تفشى المرض أو انحصاره، خاصة أنه مع استمرار الوضع فى تزايد سيصعب معه استكمال المسابقات نظرا لكون ذلك سيمدد الموسم الحالى لمرحلة قد تتداخل مع الموسم الجديد ما يؤدى إلى إلغائه.
إلغاء الدوريات فى أوروبا سيخلف بالتأكيد وراءه حال حدوثه خسائر اقتصادية ومالية بالجملة على الجميع داخل منظومة كرة القدم العالمية، المثل الأهم فى ذلك بالنسبة للمصريين هو نادى ليفربول المحترف بين صفوفه الدولى المصرى محمد صلاح، بعدما أعلن رئيس الاتحاد الإنجليزى أن البريميرليج قد لا يكتمل.
ليفربول سيخسر قرابة 150 مليون جنيه إسترلينى كمجموع مكافآت منتظرة حال إلغاء الدورى الإنجليزى الذى يحتاج الريدز فيه ست نقاط فقط لحسم اللقب.. ورغم ضخامة المبلغ وأهميته فى ارتفاع قيمة النادى السوقية، فضلا عن تحقيق تتويج غائب منذ 30 عاما، إلا أن هذا كله لا يساوى شيئا أمام المرض فى معادلة لتصريح الألمانى يورجن كلوب مدرب الفريق الذى قال فيه: "إذا كان هناك خيار بين كرة القدم وسلامة المجتمع، فلن تكون هناك أفضلية للكرة بكل تأكيد".
ومقابل الأضرار البالغة التى طالت أغلب الأندية العالمية جراء اجتياح مرض العصر منافسات كرة القدم، لم يقف البعض منهم مكتوف الأيدى أمام تقديم المساعدة وتخفيف العواقب الوخيمة التى نالت من طالهم الوباء، والمثل فى ذلك نادى يوفنتوس الإيطالى الذى أصاب كورونا لاعبه دانييلى روجانى ووضع باقى الفريق فى الحجر الصحى لمدة 12 يوما، حيث يقود النادى مبادرة تحمل اسم (معزولون لكننا متحدون) لصالح منطقة بيامونتى، حيث تبرع لاعبوه الرجال والسيدات بـ340 ألف يورو مع تطلع لوصول المساعدات لمليون يورو.
*دخلت الكرة المصرية إجباريا حيز الأضرار اللاحقة للفيروس، بعدما قرر الاتحاد الأفريقى تأجيل مواجهتى الفراعنة أمام توجو يومى 26 و29 مارس الحالى بتصفيات أمم أفريقيا 2021 ضمن قرار عام بتأجيل جميع مواجهات الجولتين الثالثة والرابعة.. وهو ما أضطر له الكاف منعا لانتشار كورونا داخل إفريقيا نقلا عن اللاعبين الأفارقة المحترفين فى أوروبا التى أصبحت حاليا وفقا لمنظمة الصحة العالمية البؤرة الرئيسية لتفشى المرض.
وقد يأتى تأجيل تصفيات أمم أفريقيا فرصة لإنهاء أزمات تأجيلات الدورى التى تطفو على السطح بين الحين والآخر، وآخرها بسبب الطقس السيئ وما صاحبه من اتهامات ضد الجبلاية من جانب الأهلى والزمالك بالتحيز لطرف تجاه الأخر كلا حسب مصلحته بصرف النظر عن المصلحة العامة التى تدعو إلى التأجيل فى بعض الأحيان، والإفادة أن يتم تسكين المؤجلات فى مواعيد مباريات المنتخب المؤجلة، بس يا ريت المواعيد الجديدة تعجب الأندية.
وسط كل ما يحدث ومع الويلات التى تعانيها الساحرة المستديرة من كورونا تجد كرة القدم دائما فى صدارة المشهد تحت أى ظروف يمر بها العالم المحيط، لدرجة أنه بعد تجميد النشاط فى الملاعب، إذ به يظهر فى السجون عبر أحد أساطير الكرة العالمية البرازيلى رونالدينيو.
رونالدينيو المحبوس فى باراجواى بعد اتهامه بدخول البلاد بجواز سفر مزور.. نقل الحدث إلى اتجاه آخر موازٍ، يؤكد ماهية كرة القدم فى صنع السعادة وجلب الفرحة أينما حلت أو حل أحد من مشاهيرها.
السجناء فى باراجواى فكروا فى تخليد ذاكراتهم وأيام الحبس التى يقضونها بصحبة رونالدينيو، وقرروا استغلال وجوده وسطهم فى إقامة بطولة لكرة القدم تجمع بين السجناء والضباط، وأحاط الأمر طرافة عندما دخل الجميع فى مشكلة لاستقطاب النجم البرازيلى لصفوف فريقه قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق يمنع رونالدينيو من تسجيل الأهداف لضمان تكافؤ الفرص وعدم ترجيح كفة فريق على حساب أخر.. وعن الجائزة التى سيحصدها الفريق الفائز تمثل مأدبة غداء تتكون من 16 كيلو لحوم يتقاسمها اللاعبون داخل محبسهم.. إنها كرة القدم يا سادة!.