انقطاع المياه مشكلة يعانى منها المواطن منذ مساء يوم الأربعاء الماضى، نتيجة تخفيف الضغوط وغلق عدد من المحطات بسبب الأمطار الغزيزة، التى سقطت على مختلف أنحاء البلاد، إلا أنه بعد انتهاء موجة الطقس السيئ فوجئنا بانقطاعات متوالية، خاصة على القاهرة والجيزة، والسبب "عكارة النيل"، بعدما تم صرف مخرات السيول التي امتلأت على نهر النيل مباشرة، الأمر الذى استحال معه عمل محطات مياه الشرب، وآليات التنقية والمعالجة السليمة التي يتم اتباعها.
المشكلة بالطبع خارجة عن إرادة وزارة الرى، وكذلك الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، فالأولى لا يمكنها أن تترك مخرات السيول بعدما امتلأت على آخرها، والثانية لا يمكنها أن تبدأ تشغيل المحطات بعدما وصلت درجات العكارة إلى 4500 و 4000 وحدة، بما يستحيل معه عمل تلك المحطات التى تعمل فى الغالب على درجة عكارة 200، بما يجعلها تقوم بمخاطرة غير محسوبة إذا قامت بالتشغيل فى هذه الظروف، فهذا أمر قد يضرب المحطة بالكامل ويفسد مرشحاتها، إلا أن المشكلة الحقيقية أن الناس لا تدرك كل هذا ولا تعرف سوى أن المياه مقطوعة بصفة منتظمة وغير منتظمة لنحو 5 أيام تقريبا.
كان لابد أن يخرج مسئول فى وزارة الرى مع مسئول من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى ليشرح للمواطنين ما يحدث على أرض الواقع من جهد وأعمال ويحدد توقيتات حاسمة لانتهاء هذه الأزمة، دون أن تكون المعالجة مجرد بيانات نفى فيجب أن نقدم معلومات كاملة للمواطن حتى يُقدر الوضع ويعرف حجم المشكلة وخطورتها.
يجب أن يتم التعامل مع مشكلات انقطاع المياه باعتبارها ضرورات ملحة، وأزمات من الدرجة الأولى، خاصة مع وجود ملايين الأسر فى المنازل الآن ضمن الإجراءات الوقائية الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، الذى غالبا ما تتطلب مواجهته إجراءات نظافة وتعقيم أعلى من العادة، وهذه الإجراءات لن تكون فى ظل انقطاع المياه لكل هذه الفترة، لذلك علينا أن نخرج برسائل تحدد مواعيد دقيقة لعودة المياه للمنازل، والبحث عن حلول سريعة لهذا الأمر، ووضع هذه المشكلة على طاولة اجتماعات المسئولين الصباحية، فالمواطن لن يقدر الظرف وحجم المشكلة دون أن يعرف أبعادها.