ظلت الديوانيات (الثقافية والاجتماعية) في الجزيرة العربية، ثابتة وصامدة على مدار عقود من الزمن، رغم سيطرة وسائل التواصل الاجتماعى على اهتمام مئات الملايين من شعوب العالم، حيث يحرص المثقفون والسياسيون في دول الخليج على تأسيس ديوانيات (جلسات) وملتقيات خاصة بمسميات مختلفة لكن الهدف واحد، يتم فيها تداول الكثير من مواضيع الشأن العام والقضايا الحيوية التي تهم الوطن والمواطن.
فمع ظهور الهواتف الذكية المدعومة بنظام تشغيل متطور، واستحداث وسائل بديلة للتواصل الاجتماعى مثل (تويتر- فيس بوك - انستجرام - سناب شات- واتس آب)، حيث استطاعت هذه التكنولوجيا الاستحواذ على اهتمام مستخدميها تدريجيا حتى أبعدت الناس عن بعضها كثيرا إلا في الخليج العربى.
ومن المعروف في منطقة الخليج العربى أن "الديوانية" من أهم وأبرز ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية، ومع هذا التطور التكنولوجى في التواصل الذى سمح بالتواصل عن بعد وفى أقصر وقت، إلا أن الديوانية في الخليج ظلت قائمة وصامدة أمام رياح مواقع التواصل الاجتماعى العاتية.
فلم تستطع التكنولوجيا التي تتطور سريعا وتصبح أكثر تشويقا، أن تهدد حالة الارتباط التي تتمتع بها شعوب دول الخليج العربى، وأثبتت هذه التجربة مدى الترابط والحرص على التواصل المباشر بين شعوب تلك المنطقة التي تتمتع بخصوصية يحترمها ويقدرها كل شعوب المنطقة.
إلا أن فيروس كورونا المميت، كان أول تهديد لهذه الديوانيات، وبالفعل تم تعطيلها مؤقتا في كل دول الخليج العربى والدول العربية التي تتمتع بنفس الموروث الثقافي، منعا لتفشى الفيروس بين الحضور خاصة وأن منظمة الصحة العالمية أعلنته "وباء".
فبعد ظهور فيروس كورونا في دول الخليج بعد أن تفشى في معظم دول العالم، اتخذت حكومات الدول الخليجية قرارات وقائية لهذا الفيروس الوبائى، كان منها تعطيل الدراسة وإلغاء كافة الاحتفالات والتجمعات وكان من ضمن القرارات تعليق الديوانيات.
ويرى الدكتور محمد بن مران بن قويد ، أحد مؤسسي الديوانيات الشهرية في الرياض، أن فكرة الديوانية تأتي بأنها ملتقى ثقافي اجتماعي لنخبة من كبار العلماء والمثقفين ووجهاء المجتمع، وذلك لطرح عدد من الموضوعات المهمة التي تلامس الواقع وتلبي احتياجاته.
وأوضح الدكتور ابن قويد، أن لكل ديوانية رؤى وأهدافا خاصة بها، بالرغم أن جميعها تجتمع في هدف واحد وهو نشر الثقافة والتوعية، والنقاش بصوت مسموع.
وأشار ابن قويد، إلى أن من أهداف الديوانية أن تكون ملتقى للمهتمين من أصحاب الاختصاص من العلماء والمثقفين ووجهاء المجتمع، زيادة مستوى الوعي الثقافي، إضافة إلى تحقيق الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة