حالة من الارتباك والتخوف، يشهدها النظام التركي، برئاسة رجب طيب أردوغان، وذلك بعد ظهور تكتلات وأحزاب معارضة جديدة في تركيا، الأمر الذى أربك حسابات الديكتاتور التركي، وجعله متخوفاً على عرشه ونظامه في الفترة الحالية، فخلال الأيام الماضية، ظهر حزب المستقبل الذى يرأسه أحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء التركي الأسبق، وحزب الديمقراطية والتقدم ، الذى يرأسه على باباجان، نائب رئيس الوزراء الأسبق المستقيل من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ظهور الحزبين الأحدث في الشارع التركي، أربك بشكل كبير حسابات الرئيس التركي، الذى جعله متخوف من اتحاد المعارضة التركية في الفترة المقبلة، وهو ما يخسره معاركه في الانتخابات المقبلة، وخاصة في ظل الأخطاء العديدة التي ارتكبها نظام أردوغان ضد المواطنين، وهو ما جعل هناك رفض شعبي كبير لسياسات أردوغان الحالية.
في ديسمبر الماضى، كان الضربة الأولى لأردوغان ونظامه، بإعلان رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، إطلاق حزبه الجديد، "حزب المستقبل"، بشكل رسمي، في مدينة أنقرة التركية، وفى تلك اليوم انتقد داود أوغلو السلطات التركية بقيادة رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن السلطة الحاكمة اعتمدت على النظام الرئاسي الذى جاء مع الاستفتاء عام 2016 للحصول على أكبر قدر من السلطة، ما دفع إلى تراجع الثقة في السلطة وانكماش حاد في الحقوق الديمقراطية، مشددا أنه سيعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين في مجالات الحياة المختلفة، ومن المقرر مكافحة أنواع التميز جميعًا على أساس العرق واللغة والمعتقدات الدينية، والعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وأعلن عن ضم عدد كبير من قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذى يترأسه رجب الطيب أردوغان .
وتوالت الضربات ضد أردوغان، في مارس الجاري، أعلن المعارض التركي وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان، تأسيس حزبه الجديد الديمقراطية والتقدم، بل واختار في تدشين حزبه الفندق الذي أعلن فيه تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم عام 2001 والذي يترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان في إشارة تحدي للنظام التركي الحاكم.
وقال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، على باباجان إن السياسة في عهد أردوغان أصبحت تعتمد على الاستقطاب والتهميش، مضيفًا: موضوع تهميش جماعة لجماعة أخرى، ومحاولة تلقي دعم من جماعة أخرى، لا يوجد ذلك في مفهومنا السياسي.
وعبر باباجان عن احتواء حزبه لكل الآراء، قائلا: "من يعمل لإيجاد حل لمشاكل البلد، فنحن نقيم آراءه المختلفة، وهويته، ومفاهيمه، ومعتقداته على أنها ثراء، فنرى أن آراءه المختلفة فرصة جيدة للمشاركة في إيجاد الخير".
وتابع موجها حديثه للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إن العدالة جريحة والديمقراطية ضعيفة في تركيا، والسيدات يعانين من العنف والشدة، والعمال يعملون وهم خائفون من فقدان عملهم، متابعا: مواطنونا حزنوا وجُرحوا في الفترة الأخيرة، لكن نحن الآن هنا.. حان وقت الديمقراطية من أجل تركيا.
تصريحات التي خرجا بها رموز الأحزاب الوليدة في تركيا، تؤكد أن هناك إتجاه لاتحاد المعارضة التركية لمواجهة بطش أردوغان، وهو ما أكده محمد ربيع، الخبير والباحث في الشئون التركية، أن ظهور الأحزاب المعارضة الجديدة في تركيا، توضح أن الفترة المقبلة ستشهد مزيد من المفاجآت من خلال اتحاد المعارضة ضد أردوغان.
وأضاف الباحث في الشئون التركية لـ"اليوم السابع" أن الفترة المقبلة ستعمل المعارضة على تجهيز مرشح قوى لها لخوض المعركة الانتخابية، لافتا أن المعارضة في ظل الرفض الشعبي الذى تشهده تركيا ضد أردوغان، إضافة إلى أن هناك استقالات عديدة يشهدها حزب أردوغان، لرفض الساسيات التي ينتهجها أردوغان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة