«هذه أول قصيدة كتبها شاعر المقاومة الفلسطينية،محمود درويش، منذ وصوله إلى القاهرة، أعطاها لـ«المصور»، وبدأ الأستاذ محمد عبد الوهاب فى تلحين هذه القصية لكى تغنيها «نجاة» لأول مرة فى الحفلة التى تقام لصالح المقاومة الفلسطينية.
هكذا كتبت مجلة «المصور» الأسبوعية «دار الهلال - القاهرة» فى عددها يوم 19 مارس، مثل هذا اليوم،1971 مع نشرها قصيدة «أغنية حب فلسطينية» لمحمود درويش، غير أن الشاعر والكاتب الصحفى أحمد الشهاوي يذكر فى دراسته «سنوات محمود درويش فى مصر»: «لم نعرف أغنية لنجاة بهذا الاسم، ويبدو أن محمد عبد الوهاب لم يتم اللحن، أو يشرع فى التلحين، وكانت رغبة منه أوأمنية لا أكثر، ولم تتحقق».
كان الكلام المنشور حول هذه القصيدة يخفى قصة غرامية تدور بين «الشاعر» و «الفنانة»، وتبدأ من حيث مجىء محمود درويش إلى القاهرة يوم 9 فبراير عام 1971، وحسب «الشهاوى» فإن، القاهرة كانت أول مدينة عربية تطأها قدماه، وعقد ظهر يوم الخميس 11 فبراير مؤتمرا التقى فيه بالكتاب والأدباء والشعراء والفنانين والصحفيين والمراسلين العرب والأجانب فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، وقدمه محمد فائق وزير الإعلام المصرى وقتذاك.
جاء درويش، بعد عام كامل قضاه فى موسكو للدراسة وأحاط وصوله «موجة من الدهشة والإحساس بالمفاجأة» بوصف الكاتب الناقد الأدبى «رجاء النقاش» فى كتابه «محمود درويش شاعر الأرض المحتلة» الصادر عن «دار الهلال».. يذكر «الشهاوي» أن محمد فائق وزير الإعلام قام بتعيينه مستشارا ثقافيا لإذاعة «صوت العرب» عقب وصوله، ونشر القرار يوم 14 فبراير 1971، وفى يوم 18 إبريل نشرت الأهرام أنه يكتب قصة سينمائية عن الأرض المحتلة، رشح لبطولتها سعاد حسنى، ولإخراجها «شادى عبد السلام»، وسيؤلف أيضا أغانى الفيلم، ويعلق «الشهاوى»:
«طبعا لاقصة كتبها محمود ولا أغنيات ألفها، كانت مجرد أمنية، أو حوار ذات مساء قاهرى مع رفقائه وأصدقائه».
فى هذا السياق جاء الكلام عن غناء نجاة «قصيدة حب فلسطينية»، وفى جانبه غير المعلن، أن قصة حب جمعت بين «درويش» و«نجاة»، يكشف عنها الكاتب الصحفى الفلسطينى عبدالبارى عطوان فى مذكراته «وطن من كلمات»، وكان إصدار هذه المذكرات محورا لحوار أجراه معه الشاعر والإعلامى اللبنانى زاهى وهبى فى برنامج «بيت القصيد - قناة الميادين - لبنان».
وكشف «عطوان» فى حواره القصة كما رواها له «درويش»، مؤكدا أن «درويش» كان شاعرا عالميا، وكان بينهما وقت أن كان «درويش يقيم فى باريس «ثمانينيات القرن الماضى»، ويقيم هو «عطوان» فى لندن اتصالا يوميا الساعة الثانية عشرة ظهرا، ويستمر أكثر من ساعة.
يؤكد «عطوان»: «نعم كانت هناك علاقة حب جمعت بين درويش ونجاة»..ويقول: «هى قصة طريفة رواها لى محمود، وأعتقد أنه رواها لأصدقاء آخرين وهى، أنه بعد أن حضر إلى القاهرة قادما من موسكو، أقام فى فندق «شبرد» المطل على النيل، وفى كل يوم كان يأتيه سلة ورد على غرفته، عليها كارت يحمل توقيع: «مع تحياتى، نونا»، يعلق «عطوان»: «كان درويش شاب دنجوان محبوب من النساء»، يضيف: «مع استمرار إرسال الورد، ذهب درويش إلى صديقه الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين، وحكى له، متسائلا: مين نونا؟.. رد بهاء: ممكن تكون ناعسة، ناريمان، نيللى، أنت وحظك، وأنا مقدرش أتوقع مين نونا دى.
بقى الحال على هذا النحو أيام أخرى، حتى تلقى «درويش تليفونا، وحسب عطوان: «كان الصوت ناعما ورقيقا وسألته صاحبته: أكيد أنت عازى تعرف مين نونة؟، بكرة الساعة 12 هحضر أمام الأوتيل بسيارة.
يكشف «عطوان»: «فى الموعد المحدد وجد درويش سيارة تغطى ستائر سوداء نوافذها الخلفية، ولما انفتح باب السيارة فوجئ بالفنانة نجاة تنزل منها، وكانت هى «نونا»، يؤكد عطوان على مسؤوليته أن علاقة حب رومانسية جمعت بينهما، ويقول فى مقال له بعنوان «محمود درويش الذى عرفت» «دنيا الوطن - 11 أغسطس 2008»: كان يكره القيود ولهذا لم يتزوج ثالثة «الأولى رنا قبانى ابنة شقيق الشاعر نزار قبانى، والثانية حياة ابنة عصام الحينى وكيل وزارة الثقافة المصرية، وعقد قرانه عليها فى بداية نوفمبر 1984»، كان يكره أن تشاركه امرأة فى حياته، وكان يفضل دائما أن يكون سريره مملكته، كان يحب الحديث عن النساء ومغامراته، وفى إحدى المرات سألته: كيف تطلق فلانة بعد ستة أشهر وبهذه السرعة؟، فأجاب: وهل تعتقد أن ستة أشهر فترة قصيرة، طولت أكثر من اللازم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة