مع تزايد أعداد الوفيات التي تضرب العديد من دول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، بدأت العديد من دول العالم في التفكير حول كيفية التخلص من جثث الموتى، خاصة مع وصول أعداد الوفيات إلى المئات في يوم واحد وأبرز مثال على ذلك ما يحدث في إيطاليا التي تعدى عدد الوفيات خلال 24 ساعة فيها الـ 450 ضحية.
إيطاليا تلجأ للجيش
في إيطاليا نقل الجثث من بلدة بشمال البلاد في قلب بؤرة تفشي فيروس كورونا حيث تعمل خدمات دفن الموتى بأكثر من طاقتها وذلك في الوقت الذي تتأهب الحكومة لتمديد إجراءات الإغلاق الطارئة بأنحاء البلاد، فيما أظهرت تسجيلات مصورة التقطها سكان محليون في برجامو إلى شمال شرق ميلانو ونشرها موقع صحيفة إيكو دي برجامو المحلية رتلا طويلا من العربات العسكرية تمر بالشوارع بعد منتصف الليل وتنقل توابيت الموتى من مقبرة البلدة.
وأكد متحدث باسم الجيش اليوم الخميس إرسال 15 شاحنة و50 جنديًا لنقل الجثث إلى أقاليم مجاورة، وفي وقت سابق طلبت السلطات المحلية في برجامو المساعدة في إحراق الجثث بعد أن تكدست في أفران الحرق، فيما سجلت إيطاليا أمس الأربعاء أكبر عدد على الإطلاق من الوفيات بسبب فيروس كورونا في يوم واحد بعدما بلغ 475 حالة ليصل الإجمالي إلى 3000 حالة. ووقعت أكثر من 300 وفاة في منطقة لومبارديا وحدها التي يوجد بها برجامو أكثر الأقاليم تضررًا.
وكانت إيطاليا في طليعة الدول الأوروبية التي فرضت إغلاقًا تامًا لكن حالات الإصابة ظلت في ارتفاع وهو ما يدفع الحكومة للتفكير في إجراءات أكثر صرامة قد تشمل حظر القدر الضئيل المتاح من الحركة بالشوارع حاليًا.
طريقة تخلص الصين من الموتى
فيما اتجهت الصين إلى حرق جثث ضحايا فيروس كورونا الذي انتشر مؤخرًا، وذلك بعدما وجهت السلطات الصينية إلى ذلك، على أن يكون ذلك بالقرب من مكان وفاتهم، كما حظرت التقاليد الجنائزية مثل مراسم الوداع، حسبما جاء في وسائل إعلام صينية.
القبر العميق في إيران
بدورها امتنعت وزارة الصحة الإيرانية عن تسليم جثث الوفيات بفيروس كورونا إلى ذويهم حيث أصبحت هي من تقوم بإجراءات الغسل والدفن، فيما تسربت عدد من الصور عن دفن الضحايا تحت تدابير مشددة، وأظهرت حينها الصور أن عددًا من الطواقم الطبية تقوم بدفن الجثث الملفوفة بغطاء بلاستيكي في حفرة تبدو أنها أكثر عمقا من القبور العادية دون حضور أي من ذوي الضحايا، وهو ما أثار الذعر لدى الرأي العام في إيران، كما تساءل ذوو الضحايا عن كيفية تغسيل الجثث وتكفينها.
الصحة العالمية: لا يوجد دليل على أن الجثث تنقل العدوى
ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطر الإصابة بالأمراض الوبائية بعد وقوع كارثة طبيعية، وأن معظم مسببات الأمراض لا تعيش لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت.
وأوضحت أن البقايا البشرية لا تشكل سوى خطر على الصحة في حالات قليلة خاصة، مثل الوفيات الناجمة عن الكوليرا أو الحمى النزفية.
وأشارت إلى أن أكثر الأشخاص عرضة لهذا الخطر هم العمال الذين يتعاملون بشكل روتيني مع الجثث الذين قد يتعرضون لخطر الإصابة بالسل والفيروسات المنقولة بالدم (مثل التهاب الكبد B و Cو HIV) والتهابات الجهاز الهضمي (مثل الكوليرا والإشريكية القولونية والتهاب الكبد الوبائي وإسهال فيروس الروتا وإسهال السليلوما والتهاب الغدد اللمفاوي / التيفوئيد):
ويمكن الإصابة بمرض السل إذا تم التخلص من الهواء المتبقي والسوائل من الرئتين التي تسربت عن طريق الأنف أو الفم أثناء التعامل مع الجثة.
كما يمكن أن تنتقل الفيروسات المنقولة عن طريق الدم عن طريق التماس المباشر للجلد غير الغشاء أو الغشاء المخاطي من خلال رش الدم أو سوائل الجسم أو الإصابة من شظايا العظام والإبر.
ويمكن أن تنتقل العدوى المعدية المعوية بسهولة من البراز المتسرب من جثث الموتى، يحدث انتقال العدوى عبر المسار البرازي الشفهي من خلال الاتصال المباشر مع الجسم أو الملابس المتسخة أو المركبات أو المعدات الملوثة.
ويمكن أيضًا أن تنتشر التهابات الجهاز الهضمي نتيجة لتلوث إمدادات المياه مع جثث الموتى، وقدمت الصحة العالمية نصيحة في حالة وقوع إصابات جماعية بأنه من الأفضل دفن الجثث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة