"كيف أرجع إلى ما كنت قبلاً؟ نعم عشت من غير حب وعشت سعيداً ولكنها سعادة الأعمى الذى لم ير الجمال ولكنك فتحت عين الأعمى وجعلته يبصر وينبهر.. فهل تحسبه إذا أرجعته إلى ظلامه الأول مستطيعاً أن يجد سعادته الأولى؟".
وتدور رواية عودة الروح حول بطل الرواية محسن، ترك دمنهور، حيث عائلته الثرية، ليلتحق بإحدى مدارس القاهرة، فى حى السيدة زينب ويعيش حياة بسيطة مع أعمامه الثلاثة وعمته التى ترعى شؤونهم بعد أن فاتها قطار الزواج، إضافة لخادم من القرية، ويقع الذكور جميعاً فى حب جارتهم سنية الفتاة العصرية التى تعزف على البيانو، ولكنها تخيب أملهم جميعاً وتقع فى حب جارهم وجارها مصطفى، ثم تندلع ثورة 1919 من أجل عودة سعد زغلول ورفاقه الذين نفوا بعيدًا عن الوطن، ويشارك محسن وأعمامه والخادم فى المظاهرات التى تؤيد الثورة وكما بدأت الرواية بهم مرضى فى الفراش فى غرفة واحدة تنتهى بهم فى زنزانة واحدة فى السجن ثم فى غرفة واحدة فى مستشفى.
وكعادته قدم توفيق الحكيم رواية أقل ما توصف به أنها رائعة خفيفة الظل ومليئة بالمشاعر، تخبرنا كيف أن الانسان يفسر ما حوله وفقاً لآماله ومخاوفه وكيف أن الشعور بالألم يوحد بيننا.