تستمر الآثار السلبية من جراء فيروس كورونا وانتشاره حول العالم، ومخاوف من أن يكون مصيرنا بمصر مثل عدد من الدول الأوروبية التى فقدت السيطرة على مدى انتشار المرض نتيجة استهتار شعوبها وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة.
الإدارة المصرية قامت بواجبها إلى حد كبير واتخذت جميع الإجراءات التى تتطلبها الأزمة وطبقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، وبالفعل تمت الإشادة بها من قبل جميع الجهات المعنية بهذه الأزمة الصحية العالمية، فى حين يظهر الخللّ لدينا فى عدم استجابة المواطنين لنداءات الحكومة بالالتزام بعدم الاختلاط أو مغادرة منازلهم إلا للضرورة، وهو ما سيؤدى بدوره إلى نتائج كارثية.
الوعى أصبح مطلوبًا وبسرعة على قدرّ الإمكان فى وقتنا الحالى وبشكل واسع، وهو ما يلقى مسؤولية كبيرة على الإعلام والذى قام بدوره على مدار الأسابيع الماضية من خلال وسائل الإعلام بشقيها التقليدى والبديل مُحققًا نتائج إيجابية لدى قطاع كبير من المواطنين، ولكن يجب أن نُواجه أنفسنا بأن هذه الوسائل لا تصل إلى جميع شرائح المجتمع ممن يقطُن بعضها فى مناطق نائية أو مُنزوية وليست من طبيعته وتركيبته الديمُغرافية متابعة الأخبار أو البرامج التوعوية أو حتى التوك شو، حتى الإنترنت ربما لا يكون من متابعيه فجميعها تحتوى على مضمون ليس بلغته من الأساس.
لعل الحلّ المُتبقى لدينا حتى وفى حال فرض حظر تجوُل كُلي؛ أن تكون هناك وسائل للتوعية على أرض الواقع، من خلال ما يُسمى بـ"الإعلام الشعبي" وبالطبع مع طبيعة "كوفيد 19" وانتشاره من خلال التجمعُات يصعُب أن تكون من خلال شاشات عرض فى الشوارع أو الطرق والأزقة أو حتى من خلال منشورات ومُلصقات ناقلة للفيروس، ولكن يُمكن استبدالها على سبيل المثال بدراجات مُتحركة بميكروفون تجوبها برسائل التوعية اللازمة، أو حتى من خلال تسخير ميكروفونات الزوايا والمساجد الصغيرة لهذا الهدف.
أيضًا يُمكن أن تُستغل شاشات الإعلانات الموجودة فى جميع أنحاء الجمهورية وتحويلها إلى رسائل توعوية سواء الثابتة أو المُتحركة وعرض نماذج من الحالات وما وصلت إليه الأمور فى الخارج من سوء، وكيف يُمكننا من خلال البقاء فى المنازل وعدم الاختلاط أن نحافظ على أنفسنا وبلدنا. إضافة إلى أن يُسمح لأى شخص يرغب فى المشاركة والتوعية باستخدام مُكبرات الصوت من خلال نافذة أو حتى على أسطح العمارات لنشر التوعية فى منطقته، وضمان أن لا يُعرض لمخالفة فى حين التزامه بضوابط الأمر.
حتى وإن تم حظر تجول فى الفترة المُقبلة فالتوعية هامة جدًا فى أن تصل إلى جميع الفئات حتى لا تكون ناقمة على قرارات الدولة ولكى تكون على إدراك وقناعة بأنها قرارات فى صالح الجميع.
وأخيرًا أعتقد أن احتواء الأزمة الآن أصبح قائمًا على مدى الوعى واستجابة الأفراد وإدراكه لمدى حجم الأزمة التى نواجهها جميعنا حتى وإن لزم التعامل معهم بالقوة، فيجب أن يسير الأمر بالتوازي.