قال الأنبا بافلوس أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية باليونان، إن التاريخ سيشهد أن هناك بابا وبطريرك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم يفكر فى نفسه ولم يفكر فى موجة التشكيك فيه وفى إيمانه، وقرر غلق الكنائس بشجاعة حفاظا على شعب الكنيسة وسلامة وطنه وأبنائه ليحفظ شعبه من تفشى الوباء القاتل.
وتابع أسقف اليونان، في بيان له اليوم "فى وقت التفجيرات الإرهابية لم تتخذ الكنيسة هذا القرار لأنها ليست كنيسة جبانة تخاف من عدو بشرى، لكنها تتخذ قرار مواجهة الوباء لأنها كنيسة أم والأم لا يهمها إلا سلامة أولادها".
واختتم: "سيشهد لك التاريخ يا قداسة البابا تواضروس الثانى أنك فضلت سلامة وحياة أولادك على أن تكتسب مديحا لشخصك على حساب جثثهم، اترك السماء تتكلم".
كان قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قد قرر غلق الكنائس بعد أن اجتمع باللجنة العامة للمجمع المقدس صباح السبت الماضى، وقال في بيان له نظرًا لأن التجمعات تمثل الخطر الأكبر الذي يؤدي إلى سرعة انتشار الفيروس، قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من منطلق مسؤوليتها الوطنية والكنسية ، وحفاظًا على أبناء مصر جميعًا غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة، وغلق قاعات العزاء واقتصار أي جناز على أسرة المتوفي فقط، على أن تقوم كل إيبارشية بتخصيص كنيسة واحدة للجنازات وتمنع الزيارات إلى جميع أديرة الرهبان والراهبات.
واختتم البيان:"وإذ تُذَكِّر الكنيسة بقول السيد المسيح: "لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ" (مت 4 : 7)، تناشد جموع الأقباط في مصر والخارج عدم التهاون إزاء الأزمة الحاضرة، والالتزام بالإجراءات التي تعلنها السلطات المسئولة، للمساهمة بفاعلية في تفادي كارثة تلوح في الأفق، يترجمها تزايد أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين في العالم، فليس من الحكمة أو الأمانة أن يكون الإنسان سببًا في إصابة الآخرين أو فقد أحد أحبائه.
ودعت الكنيسة الجميع إلى رفع صلوات وتضرعات في كل موضع، واثقةً في أن صلواتهم سوف تصل إلى مسامع الرب القدير وأنه سيتحنن علينا ويرفع هذه الضيقة، ويعطي شفاءًا وسلامًا وطمأنينة لكل العالم ويبارك كل الجهود التي تبذل لمواجهة هذا الوباء الذي يهدد العالم كله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة