قال السفير الصينى بالقاهرة لياو لى شيانج معلقا على المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الصينى والمصرى فيما يتعلق بمواجهة فيروس كورونا، إن الرئيس الصينى أعرب عن امتنان الصين حكومةً وشعبًا لمساندة مصر السريعة لها فى أزمة فيروس كورونا، والتى عكست خصوصية ومتانة علاقات الأخوة والصداقة التى تجمع البلدين، وذلك فى إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تجمعهما، مؤكدا الاستعداد الكامل للصين لتقديم ما لديها من إمكانيات وتجارب لمصر فى مجال مكافحة انتشار فيروس كورونا.
وأضاف السفير فى مؤتمر بالسفارة عبر الفيديو كونفرنس ، إن مصائر الدول ترتبط ببعضها ولهذا يجب التعاون والتعاضد، وأضاف فى المؤتمر الصحفى السادس حول انتشار فيروس كورونا والذى عقد عبر الانترنت، أن هناك تقاسم للمعلومات والخبرات والنتائج مع مصر ونعتبر أن الاتصال الهاتفى يعكس قوة الشراكة الشاملة بين البلدين وعزيمتهما على تضافر الجهود لحماية الصحة العامة فى العالم.
وقال السفير إن الرئيس السيسى أكد على قدرة الصين على الانتصار على فيروس كورونا المستجد وأعرب عن ثقته ان التكاتف الصينى المصرى سيعزز الصداقة بين البلدين فى شتى المجالات.
وفيما يخص التعاون الصينى المصرى فى مكافحة كورونا، قال السفير إن مصر قدمت دفعة من المستلزمات الطبية، والصين الآن بصدد تقديم دفعة من المستلزمات الطبية إلى مصر لدعم جهودها فى مكافحة كورونا تشمل الكمامات إن 95 والكواشف الطبية والملابس الواقية.
وأوضح أنه من ناحية أخرى، عقد أحد أكبر الخبراء الصينيين فى مجال الفيروسات فيديوكونفراس عبر الانترنت، وشاركنا ما قاله مع وزارة الصحة المصرية، لتبادل الخبرات بين الجانبين.
وأعلن أنه غدا فى 26 مارس، سنرتب فيديوكفرانس بين الخبراء الصينيين والمصريين فى مجال مكافحة كورونا، مشيرا إلى أنه خلال زيارة وزيرة الصحة المصرية للصين، قدمت بكين لها النسخة السادسة للتشخيص والعلاج فيروس كورونا ، وأرسلنا قبل أيام النسخة السابعة مرفقة ببرنامج التشخيص والعلاج لتبادل الخبرات بين البلدين.
وأكد تعزيز التعاون بين البلدين فى مجال البحث العلمى لمواجهة فيروس كورونا للحفاظ على السلامة وصحة الشعبين .
سفير الصين
وقال السفير الصينى بالقاهرة، لياو لى شيانج إنه يتابع عن كثب جهود القيادة المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأكد أن مصر اتخذت سلسلة من الإجراءات الفعالة والتى حققت نتائج مثمرة لإخضاع الفيروس والسيطرة عليه.
وأضاف فى المؤتمر الصحفى السادس حول انتشار فيروس كورونا والذى عقد عبر الانترنت أن الصين ومصر كلاهما من الدول ذات عدد كبير من السكان، فمدينة ووهان وحدها يبلغ سكانها 11 مليون نسمة، وبالنسبة للمناطق ذات الكثافة السكانية، فاتخاذ الإجراءات الاستباقية أمر مهم جدا، واذا اتخذنا الإجراءات الاحترازية فى وقت مبكر، يكون له أبلغ الأثر فى مواجهته.
وأضاف السفير أن مصر نجحت إلى حد كبير فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، حيث كانت من أول الدول التى أعدت الخطط لمواجهة الفيروس فى العالم.
وأوضح أن مصر اتخذت إجراءات علمية تحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسى، وألقى كلمة خلال احتفالية عيد الأم، حيث أعلن حزمة من الإجراءات لمواجهة تداعيات الفيروس على الاقتصاد المصرى، معربا عن أمله أن تساهم هذه الإجراءات فى تخفيف حدة التأثير على القطاعات المتضررة.
وقال إن رئيس الوزراء المصرى مصطفى مدبولى أعلن سلسلة من القرارات الجديدة والمهمة تم تنفيذها منذ صباح اليوم، مثل حظر التجول الجزئى وإغلاق المطاعم وغيرها، وهذه الإجراءات مفيدة للغاية لمنع وقطع طرق انتقال الفيروس إلى نطاق أوسع.
وأضاف أن الإجراءات التى اتخذتها مصر تتماشى مع إرشادات منظمة الصحة العالمية واللوائح العلمية لمواجهة الفيروس، كما تتمتع بشفافية حيث تصدر بيانا يوميا بعدد الإصابات والوفيات. وهناك خطط شاملة من الدولة لمواجهة الفيروس، حيث تعمل كافة الوزارات فى نفس الاتجاه، ونفذت القوات المسلحة المصرية مهام تطهير الأماكن العامة والشوارع والجامعات وغيرها ، والحكومة المصرية تعمل على توعية الجماهير بالإرشادات الصحية لحمايتهم، مثل البقاء فى المنازل وغسل اليدين وغيرها من النصائح. وهذا يعكس قدرة مصر على مواجهة التحدى، فتعداد السكان يبلغ 100 مليون نسمة، ولا يوجد سوى 400 إصابة حتى الآن وهذا معناه نجاح السلطات فى مواجهة الفيروس، ولدينا كل الثقة فى أن مصر ستنتصر على الفيروس بشكل كامل.
وأوضح أن الصين تشارك كافة المعلومات لديها وأرسلت مساعدات إلى 82 دولة حول العالم.
وأضاف أن الصين تعمل على تقاسم برامج التشخيص والعلاج وبرامج الوقاية والسيطرة على الفيروس، لكيفية تعامل الصين مع هذا الفيروس، والنتائج البحثية ،وأرسلت طواقم طبية إلى العراق وإيران وايطاليا وصربيا وستستمر فى ذلك وفى التنسيق السياسى مع كافة الدول.
وأشار السفير الصينى إلى أن الصين شاركت البرامج مع أكثر من 100 دولة وأكثر من 10 منظمات دولية، وأعلن صندوق على بابا، وهى منظمة صينية غير حكومية، تقديم 100 ألف كمامة لكل دولة أفريقية و20 ألف كواشف للفيروس وملابس واقية.
فيديو توعية
وأضاف السفير الصينى بالقاهرة لياو لى شيانج ردا على الإجراءات التى اتخذتها المشاريع الصينية فى العاصمة الإدارية الجديدة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، إن كافة الشركات تبنت إجراءات احترازية مشددة منذ بداية انتشار الفيروس ومنها نشر فيديوهات التوعية المصاحبة بالترجمة باللغة العربية.
وأضاف فى المؤتمر الصحفى السادس حول انتشار وباء كورونا والذى عقد عبر الانترنت ، أن الشركات أصدرت دليل الوقاية باللغة الصينية والعربية وتم توزيعه على جميع العمال الصينيين والمصريين فى المشاريع، كما عقموا أماكن العمل بشكل دوري سواء السكن أو المطاعم أو السيارات.
وأضاف أنه يتم الكشف عن حرارة جميع العاملين والزائرين بشكل يومى ويتم الاحتفاظ بسجل بذلك، مؤكدا أنه لا يوجد حتى الآن حالة اشتباه واحدة بالإصابة بالفيروس فى هذه المشاريع مما يعكس جدية وفاعلية هذه الإجراءات.
وأضاف أن هناك كذلك أطباء فى المشاريع التى تقدم الإرشادات بشكل دوري لكافة العاملين.
ونصح السفير الصينى بالقاهرة لياو لى شيانج المصريين الالتزام بالنصائح والتوصيات والإرشادات الصحية الصادرة من الحكومة ومن منظمة الصحة العالمية، مثل البقاء فى المنازل وغسل اليدين وعدم التجمع،قائلا إن المواطن يجب أن يظهر المواطن الدعم لجهود الدولة من أجل حماية صحته وصحة الآخرين.
وردا على سؤال حول انتشار فيروس جديد فى الصين، قال السفير الصينى لاحظنا منشورات على وسائل التواصل الاجتماعى حول فيروس هانتا، واتهمت الصين بنشر الفيروس الجديد، مؤكدا رفض هذه الإدعاءات جملة وتفصيلا نظرا لأنها لا أساس لها من الصحة ويشوه سمعة الصين.
وأضاف "وفقًا لوثائق منظمة الصحة العالمية ، حدد العلماء فيروس هانتا ، في وقت مبكر من السبعينيات. على مدى عقود ، ظهرت حالات فيروس هانتا في العديد من مناطق وبلدان العالم المختلفة. لقاحات فيروس هانتا متاحة بالفعل."
وقال "فيما يتعلق بمسألة الفيروس ، يجب على الجميع إتباع الإرشادات المهنية والمنشورات العلمية لمنظمة الصحة العالمية ، بدلاً من تسييسها أو وصمها. في المرحلة الحرجة عندما يقاتل العالم ضد كوفيد-19 ، لا يمكن لهذه الشائعات الاستفزازية إلا أن تزيد من ذعر الناس وتضليل الجمهور ، مما سيضر معركة العالم ضد الوباء.
وأضاف أنه يجب بذل الجهود المشتركة لمواجهة هذه الشائعات التى تنشر القلق المفرط، وتلحق الضرر بالتعاون الدوري فى مكافحة فيروس كورونا.
وقال إن انفلونزا اتش 1 ان 1، ظهرت فى الولايات المتحدة ولم نسمها بأنفلونزا الأمريكية، كما ظهرت الإيبولا فى إفريقيا، ولا نسميه بالوباء الإفريقى، ولهذا لا يجوز تسييس الفيروس أو وصم مجموعة معينة من الأشخاص به، فالفيروس موضوع صحى وليس سياسى. وكما تنص قواعد الصحة العالمية، لا يجوز ربط اسم فيروس باسم دولة أو منطقة معينة. وأوضح أن العالم يبذل الآن جهودا جبارة لمواجهة الفيروس، وما نحتاج إليه هو العلم والتضامن والتعاون وليس التمييز أو الوصم والتسييس والشائعات.
وأضاف أن الصين تعمل بشكل سريع للبحث العلمى لمعرفة أكثر عن الفيروس وتطوير لقاح، مؤكدا أن الصين تسير فى طليعة دول العالم فيما يخص بتطوير علاج، وبدأت الصين قبل أيام تجارب سريرية للقاح وكل هذه التجارب تخضع للمواصفات الصحية المتبعة.
وبسؤاله هل ستكون مصر من الدول التى تتلقى اللقاح حال توصلت إليه الصين، قال إن الاتصال الهاتفى بين الرئيسين يؤكد أن العلاقات الثنائية تحظى برعاية مباشرة من قيادة البلدين، وإذا نجحت الصين فى تطوير لقاح، فأننا فى السفارة الصينية بالقاهرة فسنقوم بالتنسيق مع بكين ووزارة الصحة المصرية لدفع إمداد الجانب المصرى الصديق باللقاح لمساعدته فى مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وتابع السفير لياو لى شيانج إن مصر من أوائل الدول التى قدمت الدعم ولمساعدة للصين، ونحن سنقوم برد الجميل ونحن على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة للجانب المصرى الصديق.
وأعرب عن ثقته فى قدرة العلماء الصينيين على بذل الجهود لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا. وردا على متى ينتهى الفيروس، قال إن هذا يختلف من دولة إلى أخرى، ويعتمد على تطبيق إجراءات احترازية، والتكاتف والتعاون بين كافة الدول فى العالم.
وبسؤاله عن موقف الولايات المتحدة من الصين، قال السفير إن الصين والولايات المتحدة ستستفيدان من التعاون وستخسران فى الصراع والمواجهة، ويجب أن تكون العلاقات قائمة على المنفعة لمتبادلة، وعلى خلفية انتشار فيروس كورونا، فبكين وواشنطن كعضوين دائمين فى مجلس الأمن كأكبر اقتصادين فى العالم لديهما مسئولية مشتركة لمواجهة هذا الفيروس.
وأضاف أن هذه المسئولية لا تقتصر فقط على محاربة كورونا وإنما تقديم المساهمات لتعزيز استدامة التنمية الاقتصادية ورفاهية شعوب العالم، وهناك فى مجالات كثيرة يمكن للصين التعاون فيهما لإفادة كافة دول العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة