فيروس كورونا أو "كوفيد 19".. أيقونة الرعب حاليا في جميع دول العالم، حتى تلك التي تفاخرت كثيرا بإنتاجها من أفلام الرعب السينمائية وحرب النجوم وحروب الكواكب والتكنولوجيا التي لا يتحداها شيء.
كل هذا انهار أمام فيروس لم يرق حتى لاعتباره كائن حي مكتمل، فهو مازال عبارة عن هرمون بسيط يسعى ليتحول لكائن حي، وهدد هذا الفيروس اقتصاد العالم، ولم يكتفي بذلك، بل تحدى الجميع وبدأ بأكبر اقتصادات العالم، وأوقفها بشكل كامل، وتحدى كل الجيوش النووية وعبر الحدود دون أن يراه أحد.
لكن هل فيروس كورونا كله شر؟ .. الأيام الماضية ومنذ ظهور الفيروس في مقاطعة ووهان بالصين، في ديسمبر الماضي، كشفت أن هناك وجها آخر لفيروس كورونا، سيلهم العالم فيما بعد، وسيحول هذا العالم أو ما بقى منه، إلى عالم آخر، وسيعيد تقييم الدول والحكومات على الأقل أمام شعوبها.
فهناك دول كانت تتغنى بأن لديها أفضل نظام صحي بالعالم، وكانت تكيل الانتقادات للدول النامية وأنظمتها الصحية التي لا تسطيع حماية مواطنيها، سقطت هذه الدول وأنظمتها الصحية الهشة التي تقوم على البروباجندا الإعلامية أمام فيروس كورونا خلال أيام معدودة، ولن نذكر أمثلة فهي واضحة للعالم كله، ولا شماته في الموت.
ووجه هذه الفيروس الصغير رسائل للعالم أجمع، بأن القوة ليست هي المعيار الوحيد، لهيمنة دولة ما على باقي الدول، وأن التعاون الاقتصادي مثلا أفضل بكثير من الحروب التجارية التي تضر دول على حساب دول أخرى، وتحرم شعوبا كاملة من العلاج والغذاء.
لقد علَّم هذا الفيروس العالم أن الناس جميعا سواء، فقد هاجم كل الدول وكل الشعوب وكل الألوان، ليس هناك جنس يستطيع مقاومة الفيروس دون غيره، فكل البشر واحد، بألوانهم وجنسياتهم، ولغاتهم.
لقد علم الفيروس العالم أجمع أن الاستثمار في التعليم والبحث العلمي أفضل وأهم بكثير من الاستثمار في الفنادق ووسائل الترفيه الكاذب وملاعب الكرة، بعدما وقفوا عاجزين عن صنع لقاح له أو علاج ناجع.
الفيروس لم يميز أهل دين معين على الآخرين، فقد أصاب الجميع، وأجبر الجميع على التوجه للسماء طلبا للنجاة.
الفيروس غير سلوكيات البشر السيئة، التي لم تستطع قوانين الدول ولا أمنها فعله، فقد منع التدخين والشيشة في المقاهي، وضاعف أنشطة العناية الصحية للناس من تلقاء أنفسهم خوفا من العدوى، وحل أزمة المواصلات المزمنة في كثير من دول العالم، وقلة السرقات ولمَّ شمل الأسر في البيوت.
هذا الفيروس الصغير، أصلح مناخ العالم خلال أيام معدودة، الذي احتارت فيه الدول العظمى لسنوات، فقد أعلنت كل من الصين وأمريكا تحسن حالة الطقس فيهما، بعد توقف المصانع الملوثة للجو بسبب كورونا.
كل هذا وغيره صنعه فيروس صغير في أيام معدودة، ووقف الجميع أمامه عاجزين، فهل يتغير العالم؟ هل نجد عالما أكثر تعاونا؟ هل سنهتم أكثر بالتعليم والبحث العلمي على الأقل لحماية أنفسنا، هذا ما سوف نراه بعد كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة